خصصت جريدة أخبار اليوم صفحتها الأولى لحيثيات الخطوة الأمريكية، معززا برصد ردود أفعال جبهة البوليساريو عقب القرار.وكتبت الجريدة أن التعبئة الديبلوماسية المغربية أعطت أكلها، وأرغمت أصحاب القرار في مجلس الأمن على سحب القرار الأمريكي وإبعاد بعثة المينورسو عن مراقبة أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء وتندوف، وأضافت الجريدة اعتمادا على مصدرها أن الملك محمد السادس نزل بكل ثقله للدفاع عن موقف المغرب، وكان هناك تجاوب من لدن البيت الأبيض مع الطرح المغربي.
وأوردت الجريدة معطيات عن شكل الاتفاق الذي توصل إليه القصر الملكي ووزارة الخارجية الأمريكية، مفادها أن أعلى مستويات القرار الأمريكي، قبلت التراجع عن المقترح وأن الصيغة الجديدة لمشروع القرار في طور الصياغة عبر القنوات المعتادة لما يعرف بمجموعة أصدقاء الصحراء داخل الأمم المتحدة.ولعل هذا "الإنتصار الديبلوماسي" ظهرت بوادره خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، الذي انعقد يوم أول أمس (الاثنين)، لمناقشة التقرير الجديد للأمين العام للأمم المتحدة حول ملف الصحراء، إذ في ذلك الحين بدت الولايات المتحدة مستعدة لإدخال تعديلات على مقترح القرار الذي تقدمت به إلى مجلس الأمن، ولم تأت على ذكر فكرة آلية مراقبة حقوق الإنسان.
كما لا يجب إغفال المعركة الشرسة التي خاضتها الديبلوماسية المغربية في كواليس اتخاذ القرار الدولي، إذ تحرك كاتب الدولة في الخارجية يوسف العمراني في أروقة المنظمة الدولية من أجل استمالة الموقف الأمريكي.في الجانب الآخر، لم تتقبل بوليزاريو هذا الاختراق السياسي الذي سجله المغرب، ولوح عمر منصور عصو الأمانة الوطنية للجبهة، بخيار العودة إلى حمل السلاح، إذ هدد بخوض حرب لها تداعياتها على المنطقة إن ام توافق على توسيع صلاحيات بعثة المينورسو.رد فعل الجبهة، يعكس فعلا حدوث تحول مضاد لما كانت ترغب فيه البوليساريو والجزائر، فحالة "السعار" الشديد الذي أصيب به ممثل الجبهة في الاجتماع، تعكس فعلا ما كانوا ينتظرونه.
لكن وراء هذا الإنتصار دروسا للدبلوماسية المغربية، فقضية الصحراء الوطنية تفرض تقطع الطريق على الخصوم ومحاولي الاصطياد في الماء العكر.