أمام الصفعة التي تلقتها يوم 14 يونيو من طرف الحكومة السالفادورية الجديدة، التي قررت قطع "علاقاتها الديبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية" ودعم الوحدة الترابية للمغرب، ابتلعت الجبهة الانفصالية لسانها.
فلم يصدر عنها لحد الآن أي موقف رسمي إزاء قرار السالفادور أو الدعم الذي تلقاه المغرب خلال الزيارة الأخيرة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، من قبل دول بأمريكا اللاتينية خاصة من البرازيل والشيلي.
ولم يكسر هذا الصمت الرهيب إلا وسيلة إعلامية دعائية تابعة للانفصاليين والتي عبرت عن دهشتها سلبية البوليساريو المثيرة للشفقة في الوقت الذي تتداعى فيه كل قلاعها بأمريكا اللاتينية الواحدة تلو الأخرى.
زعيم البوليساريو لم يكن يتوقع مثل هذه الصفعة وقام بالسفر يوم فاتح يونيو إلى سان سالفادور من أجل حضور مراسيم تنصيب الرئيس السالفادوري الجديد، نبيل بوكيلة، زعيم حزب "الأفكار الجديدة". وكان على إبراهيم غالي، الذي يحب أن يظهر في مثل هذه المناسبات، أن يفكر كثيرا قبل أن يشارك في هذا الحفل.
غير أنه يبدو أن نظام الجنرال قايد صالح يعمل على إنقاذ صنيعته البوليساريو.
ففي ظل توالي الانتكاسات التي تلقتها البوليساريو فيما كان يعتبر "قلاعها المحصنة بأمريكا اللاتينية"، وجه دعوة إلى سفيرة كوبا التي تواجه الحصار الأمريكي المفروض على "ترويكا الاستبداد" (فينزويلا، كوبا ونيكاراغوا) والتي لم تخف استياء بلادها من الحليف الجزائري، الذي يمر هو الأخر بأزمة سياسية غير مسبوقة منذ 22 فبراير والتي استفحلت بسبب الأزمة المالية التاريخية التي تمر بها الجزائر (تراجع مداخيل صندوق ضبط الإيرادات في أربع سنوات من 200 إلى 80 مليون دولار !).
وبالرغم من تراجع مداخيل الخزينة، فإن النظام الجزائري الذي يجعل من العداء للمغرب أحد أبرز محاور سياسته الخارجية، سارع إلى دعوة سفيرة كوبا بالجزائر، كلارا مارغريتا بوليدو إيسكانديل، من أجل محاولة طمأنتها على الدعم الجزائري لكوبا.
وفي هذا الإطار سيتم إنشاء أول مجلس أعمال جزائري كوبي يضم الفاعلين الاقتصاديين بالبلدين يوم الأربعاء 19 يونيو الجاري بالجزائر.
وقد تغضب هذه الخطوة غضب إدارة ترامب الذي يهدد بفرض عقوبات على الشركات الأوربية التي تريد إقامة علاقات تجارية مع أهم داعمي ديكتاتورية نيكولا مادورو خاصة كوبا ونيكاراغوا.