أصبحنا نعرف أكثر كيف أن النظام العسكري الجزائري يعمل على زرع الكراهية في أذهان التلاميذ الجزائريين الأبرياء. ففي اختبار في مادة التاريخ والجغرافيا من أجل الحصول على شهادة الدراسات الابتدائية (انظر الوثيقة المرفقة بالمقال) يفرض على المرشحين أن يظهروا كيف أن "استقلال وبناء المغرب الكبير رهين باستقلال الشعب الصحراوي" !!
وفي إطار نفس المزايدة التاريخية، طلب من "جزائريي الغذ" أن يوضحوا موقف الجزائر الذي، كما تعرفونه حق المعرفة، يكن عداء كبيرا للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
هذا الامتحان الغريب، الذي يحتم أن يتم عرضه على اليونيسيف، أثار ضجة واستياء كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن ما "جريمة" هؤلاء التلاميذ؟ ما الذي فعلوه حتى يقحموا إقحاما وبدون رغبتهم ورغبة أولياء آبائهم في مناورات سياسوية بئيسة لنظام فاسد وغير شرعي جعل من معاداة بلد جار محور سياسته الخارجية؟
هذه الفضيحة تأتي من نظام متهالك يقوده الجنرال قايد صالح الذي أصبح مستواه الدراسي (شهادة الدراسات الابتدائية) موضوع سخرية من قبل الجزائريين أنفسهم. ولا يستبعد أن تتحول المدارس الجزائرية، التي يجب أن تكون فضاء للعلم والتعلم، إلى فضاءات لتربية الجزائريين على كره ومعاداة بلد جار "ذنبه" الوحيد أنه يدافع عن وحدة أراضيه ويدعو إلى الأخوة بين الشعبين الذين توحدهم الجغرافيا واللغة والدين والثقافة والتاريخ والمستقبل المشترك.