ويشكل هذا المركز، الذي أنجزته مؤسسة محمد الخامس للتضامن باستثمار إجمالي بلغ 6 ملايين درهم، والذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى إقليم بنسليمان، جزءا من البرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان الذي تسهر المؤسسة على تفعيله منذ سنة 2010، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، وذلك بشراكة مع وزارتي الصحة والداخلية.
ويروم هذا البرنامج الوطني ، بالخصوص، تحصين الشباب ضد استعمال المخدرات، وتحسين جودة خدمات التكفل بالمدمنين، لاسيما متعاطي المخدرات، فضلا عن تشجيع انخراط المجتمع المدني والقطاعات الاجتماعية في معالجة إشكاليات الإدمان. كما سيمكن هذا البرنامج من مساعدة عائلات الأشخاص المستفيدين على مواجهة الآثار السلبية لسلوكات الإدمان.
وعلى غرار المراكز المنجزة من طرف المؤسسة بكل من الدار البيضاء والرباط، ووجدة، والناظور، ومراكش (بحي كليز والملاح)، وتطوان، وطنجة (أحياء بني مكادة، ومغوغة والحي الجديد) وفاس وأكادير، ومكناس، سيقوم مركز طب الإدمان ببنسليمان بأعمال التحسيس والوقاية من استعمال المواد المخدرة، كما سيؤمن التكفل الفردي الطبي والاجتماعي بالأشخاص الذين يعانون من سلوك إدماني، إضافة إلى العمل على تشجيع الأسر على الانخراط الفعلي في جهود الوقاية.
ويهدف المركز كذلك إلى إعادة إدماج الأشخاص المعنيين اجتماعيا، إلى جانب تأطير وتكوين الجمعيات في مجال الحد من مخاطر الإدمان، لاسيما عبر التنفيذ والمواكبة الميدانية للشباب متعاطي المخدرات، وكذا الشباب المهددين بخطر الإدمان.
ويشتمل المركز الجديد، الذي كان الملك قد أعطى انطلاقة أشغال إنجازه في 3 يونيو 2018، على قطب للمواكبة الاجتماعية والحد من المخاطر، مكون من فضاء للضيافة، وقاعات للتعبير الجسدي والفني، والرياضة، واللياقة البدنية والتربية النفسية والإعلاميات، وفضاءات للجمعيات، وللراحة وللمعالجة والبستنة، بالإضافة إلى مكتب للوحدة المتنقلة. وسيعهد بتسيير هذا القطب لودادية البحيرة السليمانية للأعمال الاجتماعية.
كما يحتوي مركز طب الإدمان ببنسليمان، الذي يعد آلية متميزة للعلاج والتحسيس، والتشخيص والوقاية والمواكبة النفسية والاجتماعية، على قطب طبي يشتمل على قاعات للعلاجات، والفحص في الطب العام، وطب الإدمان، والطب النفسي، وفضاء للعلاج النفسي ضمن المجموعة، وقاعتين لمستعملي الميثادون ومصحة، وصيدلية.
وسيسهر على تأطير هذا القطب، طاقم طبي تابع لوزارة الصحة يتكون على الخصوص من الطبيب رئيس المركز، وطبيب نفسي، وأربعة ممرضين آخرين في الطب النفسي.
ويعد إنجاز هذا المركز ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة الصحة، ومجلس جهة الدار البيضاء -سطات.
وبهذه المناسبة، سلم الملك محمد السادس، للجمعية المسيرة للمركز وحدة متنقلة لتأمين تدخلات القرب لدى مستعملي المخدرات، ومهمات أخذ المعلومات، والإخبار، والتحسيس بالمخاطر والتزويد بوسائل الوقاية، ونقل الأشخاص المستهدفين إلى أماكن العلاج.
ويأتي إنجاز هذا المركز ذي الحمولة الاجتماعية القوية، لتدعيم المبادرات التي تنجزها مؤسسة محمد الخامس للتضامن على مستوى الجهة، والرامية لدعم وحماية الأشخاص في وضعية هشاشة.