ضربة قوية تتلقاها البوليساريو بأمريكا الجنوبية. فالمجلس البيروفي للتضامن مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية أعلن، بعد إجراء مراجعة شاملة وعميقة لمواقفه السابقة، أن خباري "الاستفتاء" و"الاستقلال" اللذين تدافع عنهما الجبهة الانفصالية المدعومة من طرف الجزائر، أصبحا متجاوزين وغير قابلين للتطبيق على أرض الواقع.
ولكي لا يبقى هذا الموقف الجديد بدون أثر، عمدت هذه المنظمة غير الحكومية التي يترأسها الأكاديمي ريكاردو سانشيز سيرا، إلى تجسيد هذا التغيير في موقفها من خلال تغيير تسميتها، إذ أصبحت الآن "المجلس البيروفي للتضامن مع الشعب الصحراوي" (عوض الجمهورية الصحراوية الوهمية).
وصرح رئيس هذه المنظمة البيروفية قائلا: "سنتضامن دائما مع الشعب الصحراوي". وأوضح "نحن قلقون جدا من المستقبل المجهول للصحراويين الذين يعيشون بتندوف (الجزائر)، في صحراء قاحلة منذ أكثر من 44 سنة ويعانون من نقص حاد في الطعام والأدوية".
وبحسب هذه المنظمة غير الحكومية، فإن البوليساريو يتعين عليها أن تتخلى عن خيار "الاستقلال" غير الواقعي وغير القابل للتطبيق، وتتجاوب مع موقف مجلس الأمن الذي "يشدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي واقعي، ودائم وقائم على التوافق لنزاع الصحراء الغربية".
وحث رئيس هذه المنظمة البوليساريو على عدم التشبث "بمبادئ مثل الاستفتاء والاستقلال التي بسبب عدم قابليتها للتطبيق على أرض، تساهم في إطالة معاناة الشعب الصحراوي"، منوها في الوقت نفسه بمزايا الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.
وأضاف قائلا: "نعتقد أنه يتعين وضع حد لهذا النزاع الذي لا جدوى منه وأن العائلات المشتتة لعدة عقود من الزمن يتعين لم شملها. وبالتالي فإن مخطط الحكم الذاتي المقترح من قبل المغرب وصادق عليه مجلس الأمن هو الخيار القابل للحياة والواقعي".
وختم رئيس هذه المنظمة البيروفية بهذا النداء الموجه إلى قادة الجبهة الانفصالية الذين "ينبغي عليهم أن يضعوا جانبا أنانيتهم ومصالحهم الذاتية وأن يفكروا أكثر في هذا الشعب الصحراوي الذي يريد أن يعيش في سلام مع كل العائلات الموحدة التي تبحث عن الرفاهية والعيش الكريم".