عثر على شاب صحراوي ميتا يوم أمس الاثنين 6 ماي على بعد 200 كلم جنوب-شرق الرابوني، عندما كان يحاول رفقة خمسة أصدقاء بتفادي نقاط المراقبة التي تضعها المليشيات المسلحة على كل مخارج المخيمات، تطبيقا للإجراءات الجزائرية الجديدة التي تفرض على كل عربة الحصول على رخصة الخروج من المخيمات مرة كل عشرة أيام.
© Copyright : DR
وقد مات هذا الشاب الصحراوي، الذي يدعى أحمد محمود ديه، عطشا بعدما تعطل محرك العربة التي تقلهم في وسط الصحراء، بحسب ما أكدته عائلته. وبعدما فشلوا في إصلاح العربة، قرر الشباب الخمسة أن يتدبر كل واحد أمره من أجل النجاة... وبعد عدة أيام من المشي، تمكن اثنان منهم من العودة إلى المخيمات، فيما تاه الآخرون.
وبمجرد علمهم بالخبر، سارعت عائلات المختفين إلى البحث عنهم. وبالفعل تم العثور على اثنين منهم حيين، في حين عثر على الشاب الثالث ميتا.
وبحسب مصادرنا، فإن هذه المأساة سترخي بظلالها على المخيمات التي تعيش منذ فاتح فبراير الماضي على وقع احتجاجات متتالية ومستمرة ضد الحصار الجائر المفروض على مخيمات لحمادة.
وقد تم قمع وقفة احتجاجية سلمية يوم السبت 27 أبريل الماضي بالرابوني، بعد تدخل عنيف للمليشيات المسلحة للبوليساريو، وكانت بعض الوحدات منها قد لجأت إلى استعمال الدبابات!
أما أمس الاثنين 6 ماي، شوهدت طوابير لامتناهية من العربات والسيارات وهي تنتظر دورها، في مشهد مذل، للحصول على ترخيص الخروج إلى المنطقة ما وراء الجدار بالصحراء المغربية.
إن تشديد الحصار على المخيمات يؤشر على التخوف من وقوع حالات هروب جديدة في صفوف الجبهة الانفصالية. ففي شهري مارس وأبريل الماضيين، هرب ما لا يقل عن 13 ناشط في البوليساريو، من بينهم ضابط، من جحيم مخيمات تندوف وعادوا إلى حضن وطنهم الأم.