نظمت جبهة البوليساريو الانفصالية استعراضا بئيسا إلى درجة أنه لم يمر دون أن يثير الاهتمام. فيوم الأربعاء فاتح ماي، أي غداة المصادقة على القرار رقم 2468 بأغلبية أعضاء مجلس الأمن، عمد الأمين العام للبوليساريو إلى تنظيم استعراض بالقاعدة العسكرية المعروفة باسم "شهيد حداد" بمخيمات تندوف.
هذا النوع من الاستعراضات التي اعتدنا عليها لا يمكنها أن تنطلي على أحد. فبعد كل فشل تمنى به جبهة "العار" كما هو الحال بالنسبة للقرار الأممي الجديد التي أقبر نهائيا وهم "تقرير المصير"، يكون فرصة من أجل استعراض الجهاز العسكري المهترئ والمتقادم لما يسمى بـ"الجيش الصحراوي".
والأدهى من ذلك، أن جبهة البوليساريو تواجه ثورة شعبية عارمة وغير مسبوقة منذ فاتح فبراير من أجل المطالبة برفع الحصار الجائر المفروض على المخيمات. وقد قامت الجبهة الانفصالية باللجوء إلى القمع الدموي في مواجهة متظاهرين عزل يوم السبت 27 أبريل الماضي. ومن أجل صرف أنظار الرأي العام الداخلي والدولي حول الوضعية المتفجرة، قام زعيم البوليساريو إبراهيم غالي بمحاولة بئيسة للإلهاء والتضليل.
وكتبت أبواق الدعاية الانفصالية أن " الأمين العام للبوليساريو، إبراهيم غالي، ترأس يوم الأربعاء فاتح ماي بالقاعدة العسكرية "شهيد حداد" بمخيمات تندوف، حفل نهاية تكوين الفوج الجديد من القوات المسلحة الانفصالية، تلته مناورة عسكرية تحاكي عملية توغل من خلال خط دفاع القوات المسلحة الملكية".
إلا أن هذه "المناورات أثارت ضجة في مخيمات تندوف"، بحسب ما كشفته مصادر عليمة لـLe360. والسبب في ذلك أن "إبراهيم غالي أمر بتنظيم هذا الحفل 54 يوما فقط بعد قبول هؤلاء المجندين الشباب بالمركز، حيث أن الفترة العادية للتكوين تمتد على مدى سنة كاملة، وذلك بهدف أن يصرف الأنظار داخل المخيمات بعد حملة القمع التي قامت بها المليشيات المسلحة للانفصاليين".
وهذه المناورة تندرج في سلسلة طويلة من المناورات الهادفة إلى تنويم ساكنة المخيمات الذين أصبحوا يعبرون عن استيائهم من استمرار النزاع وإطالته وكذب القيادة الانفصالية الفاسدة والقمعية.