في مبادرة فاجأت الجميع، أعلنت جبهة البوليساريو الانفصالية عبر بيان لها أنها ستنظم يوم الثلاثاء 30 أبريل ابتداء من الساعة 10 صباحا بالرابوني، "وقفة احتجاجية سلمية" تحت شعار "الوحدة" !في نفس الوقت، دعت الجبهة الانفصالية السكان أن يحضروا بكثافة لهذا التجمع "الوحدوي" المقرر بالرابوني.
وتبدو هذه المبادرة في أول الأمر عبثية وسخيفة، خاصة وأن جبهة البوليساريو ليس دورها تنظيم وقفات احتجاجية وإنما إيجاد حلول لمطالب وتظلمات السكان الذين سئموا من استمرار نزاع الصحراء وطوله ومن التصريحات الكاذبة بتحقيق انتصارات وهمية من طرف جبهة انفصالية تبرع في التلاعب والخداع والتضليل والغارقة حتى النخاع في الفساد.
إن الوضع في مخيمات لحمادة متفجر إلى درجة أن جدار الخوف تداعى بسبب موجة التظاهرات الذي تزداد يوما عن يوم منذ فاتح فبراير الماضي للمطالبة اليومية والملحة برفع الحصار المشدد الممارس على المخيمات من طرف السلطات الجزائرية. هذه الأخيرة قامت مؤخرا بالحد من رخص تنقل العربات إلى المنطقة ما وراء الجدار بالصحراء المغربية.
السلطات الجزائرية والانفصاليون يحاولون، من خلال هذا الحصار الممنهج على المخيمات، منع حصول حالات هروب في صفوف جبهة البوليساريو بعد الحالة التي سجلت في شهر مارس الماضي عندما قام "ضابط" بالجبهة الانفصالية بتسليم نفسه للقوات المسلحة الملكية، أو هروب 12 ناشط بالبوليساريو في شهر أبريل من جحيم المخيمات وعودتهم إلى حضن وطنهم الأم.
هذا الخوف من الهروب الجماعي للمحتجزين من المخيمات جعل جبهة البوليساريو، التي تأتمر بأوامر جنرالات الجزائر، تعمد إلى استعمال العنف ولكن بدون جدوى. فيوم السبت 27 أبريل، قامت Le360 بنشر شريط فيديو يظهر الجبهة الانفصالية وهي تنشر دبابات وعربات عسكرية أخرى من أجل ترهيب الشباب الصحراوي (حوالي 60 شابا) بعدما قام هؤلاء بقطع الطريق الرئيسية التي تربط الرابوني بباقي المخيمات، باستعمال أربع شاحنات.
إن اللجوء إلى العنف يبرز الفوضى الذي تعيش فيها الجبهة الانفصالية التي لا تعرف ما تفعل من أجل وقف الغضب داخل مخيمات لحمادة. كما أن الإعلان عن هذه التظاهرة المضادة هي أفضل مثال على فشل جبهة انفصالية التي تشبه المافيا الجزائرية المتحكمة في الجزائر، والتي تخوض حربها الأخيرة من أجل البقاء.