على البوليساريو أن تكف عن الاستمرار في الكذب على المحتجزين في مخيمات تندوف، وذلك من خلال إيهامهم بتحقيق "انتصارات وهمية"، وبالتالي إطالة معاناتهم بشكل غير مقبول. هذا النداء وجهه ريكاردو سانشيز سيرا الذي هو رئيس المجلس البيروفي للتضامن مع الشعب الصحراوي. وقال في حوار مع فيدرالية الصحفيين بالبيرو إنه "من الخطأ القول بأن جبهة البوليساريو تحقق انتصارات. وإذا قيل مثل هذا الكلام، فهي كذبة تهدف إلى إطالة معاناة أشخاص يرغبون في العيش بكرامة".
وحين سئل عن الوضعية الدولية لنزاع الصحراء، قدم سانشيز سيرا تشخيصا لا لبس فيه بشأن الوضعية "المؤسفة" التي تتواجد فيها جبهة البوليساريو في نزاعها مع المغرب. وأوضح قائلا: "أولا، القرار 693 الذي تم تبنيه خلال القمة 31 بنواكشوط، الاتحاد الأفريقي، الذي يعد أهم حليف للبوليساريو، تخلي عن دور كمحاور لفائدة الأمم المتحدة".
وأعطى سانشيز سيرا، وهو خبير في العلاقات الدولية كدليل دامغ على هذا الأمر النصر الديبلوماسي المهم الذي حققه المغرب من خلال عقد المؤتمر الوزاري الأفريقي حول دعم الاتحاد الأفريقي للمسار السياسي للأمم المتحدة بشأن الخلاف الإقليمي حول الصحراء الذي انعقد يوم 25 مارس بمراكش.
وأوضح أن "36 دولة أفريقية (تمثل الجهات الخمس بالقارة الأفريقية بما في ذلك أفريقيا الجنوبية) شاركت في هذا المؤتمر بمراكش، في حين أن المؤتمر الداعم للبوليساريو، الذي انعقد في نفس الوقت ببريتوريا، لم يجمع إلا 12 من 16 دولة تشكل مجموعة التنمية في أفريقيا الجنوبية".
وذكر الخبير البيروفي أيضا بالضربات الموجعة التي تلقتها البوليساريو من قبل الاتحاد الأوربي بعد المصادقة على اتفاقي الصيد والفلاحة مع المغرب.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد. ذكر سانشيز سيرا أنه في أمريكا اللاتينية، "تراجعت الديبلوماسية الصحراوية بشكل رهيب".
وأضاف قائلا: "فالحكام الجدد في البرازيل يميلون بشكل كبير إلى المغرب، هذا فضلا عن الفضيحة الأخلاقية التي تلاحق مبعوث البوليساريو في هذا البلد"، كما "أنه في كولومبيا، تم رفض ممثل البوليساريو الذي يحاول أن يتحول إلى وكيل ديبلوماسي"، في حين أنه "في البيرو، فقد أقدمت وزارة الشؤون الخارجية بتوجيه صفعة للجبهة الانفصالية بسبب موقف ممثلها الذي خرق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد، والذي منع من الدخول إلى البلاد والذي أدى إلى إصدار بيان من قبل الديبلوماسية البيروفية لا يخدم مصالح الجمهورية الصحراوية بسبب لا كفاءة ممثلها".
"في فنزويلا، لا نعرف ماذا سيحدث بالتحديد بسبب عدم استقرارها"، "الإكوادور تقوم بتقييماتها"، في حين أن "بوليفيا تلزم الصمت والحكومة الجديدة في السلفادور لا يمكن التنبؤ بمواقفها. هذا يعتمد إلى حد كبير على الحكومات القائمة".
وأكد الخبير البيروفي أن "المكسيك وكوبا والأورغواي وحدهم مازالوا حلفاء للبوليساريو". أما في القارة الأفريقية، فإن "الجزائر، أهم داعم للبوليساريو، توجد في وضعية مقلقة للغاية"، يضيف نفس المصدر.
وخلاصة القول أن الأمور لا تسير وفق رغبات البوليساريو التي يتعين عليها أن تأخذ بعين الاعتبار الوقائع الجيوسياسية الجديدة من أجل التقدم على طريق تسوية النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء.