بالفيديو: هذه هي الأسباب التي دفعت بوتفليقة لإقالة مدير حملته الانتخابية

DR

في 02/03/2019 على الساعة 21:10

لم يعد عبد المالك سلال مدير حملة الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة. فقد تم استبداله بوزير النقل عبد الغاني زعلان. الأسباب الخفية لهذه الإقالة المفاجئة تبشر بما هو أسوء.

انقلاب مفاجئ عشية نهاية الأجل المحدد لإيداع ملف ترشح عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة. فعبد المالك سلال لم يعد مدير حملة بوتفليقة، فقد تم استبداله بوزير النقل عبد الغني زعلان، بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية يومه السبت 2 مارس، دون أن تقدم أسباب هذه الإقالة المفاجئة.

صحفيون جزائريون يعزون ذلك إلى تسريب لمحادثة صوتية حديثة بين الوزير الأول السابق، عبد المالك سلال، ورئيس منتدى رؤساء المقاولات، علي حداد، المقرب من شقيق الرئيس المنتهية ولايته، سعيد بوتفليقة حامي القصر الرئاسي "المرادية".

وسائل الإعلام الجزائرية تشير إلى هذا التسجيل دون أن تعمل على نشره، لأن التصريحات الواردة فيه خطيرة جدا وتدل على ازدراء الشعب الجزائري. وسنقدم لقرائنا هذا الفيديو لكي يطلعوا عليه.

في هذا الفيديو الذي ربما تم تسريبه من قبل المخابرات الجزائرية، وبشكل خاص من قبل مقربين من الجنرال "توفيق"، الرئيس السابق لجهاز الأمن والاستعلام (المخابرات) الذي قام بوتفليقة بحله سنة 2016، يثير عبد المالك سلال ورئيس رجال الإعمال الجزائريين احتمال اللجوء إلى السلاح من أجل قمع التظاهرات الحاشدة التي تشهدها الجزائر احتجاجا ضد ترشح عبد العزيز بوتفليقة المقعد منذ 2013، لولاية خامسة، بل ضد كل رموز النظام المتهالك.

تصريحات الوزير الأول السابق تدل على أن الجماعة التي تدعم بوتفليقة عازمة على التمسك بالسلطة مهما كلف ذلك من ثمن. فقد تحدث سلال في هذا التسجيل عن أشخاص مسلحين، عن دركيين وعن استعمال الكلاشنيكوف من أجل قمع الأشخاص الذين يعارضون الولاية الخامسة.

في هذا التسجيل أيضا تم التلويح بالجزرة. فسلال وحداد أثارا توزيع أطباق الكسكس في المساجد. فأمام تقاعس، بل والغياب التام لكل الوزارات باستثناء وزارة نور الدين بدوي، وزير الداخلية، تساءل سلال وحداد بشكل خاص عن "جدوى" وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي كان عليها أن تقدم أطباق الكسكس في المساجد! قبل أن ينتقدوا معظم الوزراء الغائبين عن مكاتبهم يوم الجمعة.

المثير في هذا التسجيل أن الوزير الأول السابق، عبد المالك سلال، يعطي صورة سيئة لشخص مبتذل خاضع لعلي حداد، الذي تسلق الدرجات خلال فترة حكم بوتفليقة والذي تتجاوز سلطاته أوساط رجال الأعمال لتشمل أيضا المجال السياسي.

وفي هذا التسجيل، تم الحديث عن حزب جبهة التحرير الوطني، وعن عدم قدرته على تهدئة الأوضاع، وعن "التواصل الكارثي" وعن الزوايا التي يتعين تعبئتها.

غير أن هناك سؤال يفرض نفسه: كيف يمكن لتسجيل يدين جماعة بوتفليقة أن يجد طريقه إلى وسائل التواصل الاجتماعي؟ هناك حقيقة لا مراء فيها هو أن تسريب هذا التسجيل المثير، لا يمكن أن يتم إلا من طرف أشخاص محترفين، مجهزين ولهم قدرة على الاستماع لشخصيات وازنة وبشكل خاص مصالح الاستخبارات، التي ظلت وفية للرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الجنرال محمد لمين مدين المعروف باسم "توفيق"، الذي تمت إقالته عام 2015 من طرف الرئيس بوتفليقة، بسبب معارضته سنة 2014 لترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة!

وتكشف هذه العملية المخطط لها بذكاء عن الحرب الخفية بين جماعة بوتفليقة، التي يقودها سعيد بوتفليقة والجيش الذي لم يقدم ولاءه بالكامل إلى الرئيس المريض بالرغم من حملات التطهير المثيرة التي خاضها. هذه الحرب لا تبشر بخير في القادم من الأيام في الجارة الشرقية.

أما بالنسبة للمدير الجديد لمدير حملة بوتفليقة، عبد الغني زعلان، فهو صهر أحمد قايد صلاح، رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الجزائر. هل هذه المناورة كافية لتحييد الجيش؟ لا شيء يوحي بذلك.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 02/03/2019 على الساعة 21:10