لا يخشى حكام الجزائر الذين بلغوا من العمر عتيا، وعلى رأسهم عبد العزيز بوتفليقة البالغ 82 سنة، أن يكونوا موضوع سخرية وتهكم الجزائريين. ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه الشعب الجزائري الشقيق من الرئيس المقعد خطابا مكتوبا يعلن فيه تراجعه عن ترشحه لولاية خامسة على رأس الدولة أو ما تبقى له من زمن الولاية الحالية، فضل أن يبعث برسالة تضامن مع الجمهورية الوهمية بمناسبة الذكرى 43 لإعلان هذا الكيان المزعوم!
"توتفليقة: هو المستشفى الذي يستهزئ بالمستوصف!"، يقول جزائري وهو يعلق على الرسالة التي نشرتها صحيفة الخبر الجزائرية على موقعها على توتير. "النفاق إلى آخر رمق!"، يضيف آخر قبل أن يقول متهكما: "يمكن أن تدعم حتى شعب الموزمبيق، ولكن دعم شعبك أولا!".
معلقون آخرون شككوا حتى في هوية كاتب الرسالة، مشيرين بشكل غير مباشر إلى أن صاحب الرسالة هو سعيد بوتفليقة أخ الرئيس والذي يعتبر الماسك الحقيقي بزمام الأمور في قصر المرادية، رفقة أعضاء آخرين في هرم السلطة من بينهم وزير الدفاع الجنرال قايد صلاح. "إنهم يريدون زرع الفتنة باسم بوتفليقة"، يؤكد أحد المعلقين الذي شكك في قدرة بوتفليقة المقعد منذ إصابته بنوبة دماغية، التي فقد جراءها أية قدرة على الحركة والكلام. وهذا ما يفسر غياب الرئيس المريض عن المشهد السياسي منذ سنوات، بل إن بوتفليقة لم يوجه خطابا إلى الشعب الجزائري منذ عام 2011!
إن مسألة صحة نسبة الرسالة إلى بوتفليقة لا معنى لها طالما أن المتنفذين داخل النظام الجزائري لم يتوقفوا قط، ضدا على إرادة الشعب الجزائري، عن دعم الجمهورية الوهمية، الذي ورثوه عن نظام الراحل الكولونيل هواري بومدين، الذي كان اسمه الحقيقي هو محمد بوخروبة.
وفاء لهذا العداء المتوارث ضد المغرب وبشكل خاص ضد وحدته الترابية، فإن جماعة بوتفليقة الحاكمة ضاعفت من حربها الشرسة ضد مصالح المملكة المغربية خلال العشرين سنة من حكمه. فالوزير السابق لهواري بومدين، والمزداد بوجدة، تمكن، منذ وصوله إلى السلطة عام 1999، من فرض العداء ضد المغرب كأولوية للسياسة الخارجية الجزائرية!
ومن بين آلاف المليارات من الدولارات التي بذرها هذا الديبلوماسي السابق على حساب دافعي الضرائب الجزائريين، تم تخصيص ما لا يقل عن 35 مليار دولار لدعم هذه الخدعة البئيسة !