أمام الدعوات المجهولة التي اكتسحت وسائل التواصل الاجتماعي من أجل أن يتظاهر الجزائريون بشكل مكثف يوم الجمعة 22 فبراير، قامت السلطات الدينية التابعة لنظام بوتفليقة باللجوء إلى حيلة من أجل إقناع الجزائريين بعدم النزول إلى الشارع والتعبير عن رفضهم لترشح عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة على رأس الدولة الجزائرية.
وبحسب مصادرنا، فإن إدارة الشؤون الدينية والأوقاف قامت منذ يوم أمس الخميس 21 فبراير، ببعث دورية تحث فيها أئمة المساجد بمدح فضائل السلام والاستقرار في خطب يوم الجمعة 22 فبراير، مع التلويح بفزاعة الحرب الأهلية السوداء ما بين 1991 و2000 والتي قتل خلالها 250 ألف شخص، وذلك بهدف إقناع الجزائريين بعدم التظاهر.
وقد قامت السلطات الدينية لنظام بوتفليقة بتوجيه أوامر للأئمة لتذكير المواطنين الجزائريين بالآثار المأساوية لـ"الفتنة"، تلك التي عاشتها الجزائر أو تلك التي مازالت نارها متقدة في عدد من الدول الإسلامية.
إنها حيلة أخرى تم الترويج لها لمنع الناس من التظاهر ضد الولاية الخامسة لبوتفليقة خلال الانتخابات الرئاسية يوم 18 أبريل المقبل.
ويتعلق الأمر باللعب على وتر الحس الوطني للجزائريين، بإيهامهم بأن "أيادي أجنبية" هي وراء موجة المظاهرات التي تجتاح الجزائر، من بينها التظاهرة الكبرى التي شهدتها خراطة بمنطقة القبائل.
ويبدو أن هذه الحيل لن تنطلي على الجزائريين الذين سئموا أن يتم التلويح بفزاعة "العدو الخارجي" في كل مناسبة من أجل تبرير الخيبات المدوية لنظام بلادهم، الذي راكمها خاصة خلال العشرين سنة الأخيرة من حكم بوتفليقة (1999-2019).