التوقيت الذي اختارته الجزائر لعقد لقاء بين رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاد بوشارب وسفير إسبانيا بالجزائر فيرناندو موران، لا يترك مجالا للشك حول النوايا السيئة للجزائر.
ففي الوقت الذي أعلنت وزارة القصور والتشريفات والاوسمة أمس الاثنين 11 فبراير أنه بدعوة كريمة من الملك محمد السادس، سيقوم عاهلا المملكة الإسبانية ضون فيليبي السادس وضونيا ليتيثيا، بزيارة رسمية للمملكة المغربية يومي الأربعاء والخميس 13 و14 فبراير، علمنا بأن رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري عقد في نفس اليوم لقاء مع سفير إسبانيا بالجزائر فيرناندو موران.
لنفترض جدلا أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد صدفة غريبة، بيد أن ما وقع بعد اللقاء يفند ذلك ويؤكد الشكوك التي انتابتنا. فقد نشرت الصحيفة الحكومية الجزائرية "المجاهد"، اليوم الثلاثاء 12 فبراير مقالا تحت عنوان مضلل "السيد بوشارب يلتقي السفير الإسباني: تقارب وجهات النظر بشأن القضية الصحراوية والفلسطينية".
استنادا إلى مصادر المجلس الشعبي الوطني، الصحيفة الناطقة باسم النظام الجزائري نسبت على السفير الإسباني هذا التصريح الذي لا يوجد إلا في مخيلة كاتبيها وفي مخيلة جنرالات الجزائر: "السفير الإسباني بالجزائر أكد أمس "التقارب التام" في مواقف بلاده ومواقف الجزائر بشأن القضية الصحراوية والفلسطينية، مشيرا إلى دور الجزائر في منطقة المغرب الكبير والساحل".
لا حظوا جيدا: "تقارب تام في وجهات النظر لإسبانيا مع وجهات نظر الجزائر بشأن القضية الصحراوية والفلسطينية".
الكل يعرف أن موقف مدريد بشأن نزاع الصحراء، وبالتالي فالتصريح المنسوب إلى سفيرها بالجزائر يستتبع بكل تأكيد التوضيح التالي: هل إسبانيا غيرت، بدون علمنا، موقفها من هذا النزاع؟ هل سفيرها بالجزائر صرح فعلا بأن هناك "تقارب في وجهات النظر" بشأن نزاع الصحراء والذي نسب إليه من قبل الصحيفة الجزائرية، هذا دون الإشارة إلى المقاربة الخبيثة والمغرضة بين "القضية الصحراوية" و"القضية الفلسطينية" والتي رفضها بشكل قاطع سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، الحليف التاريخي للجزائر، خلال زيارته الأخيرة للرباط؟
في اتصال مع Le360 يومه الثلاثاء 12 فبراير، مكتب التواصل بوزارة الشؤون الخارجية الإسبانية، وضعت النقط على الحروف وقدمت توضيحا مفحما.
وأكد مصدر مأذون من وزارة الخارجية الإسبانية قائلا: "يتعلق الأمر بتأويل خاطئ لتصريحات السفير حول الصحراء الغربية"، مشيرا إلى أن الوزارة "ستصدر تصحيحا للترجمة التي لم دقيقة"، ومؤكدا أن "الموقف الإسباني المتعلق بالصحراء الغربية لم يتغير. أنه موقف يتوافق مع مبادئ الأمم المتحدة".
ويبدو أن رد المصدر الإسباني نفسه كان ديبلوماسيا عندما أكد أن الأمر يتعلق بترجمة غير دقيقة لتصريحات السفير الإسباني بالجزائر، والحال أن الأمر لا يمكن أن يتعلق إلا بتأويل مغرض لتصريح الديبلوماسي الإسباني خاصة وأنها صادرة من بلد يكن نظامه وحكامه حقدا دفينا اتجاه المغرب.
وتعكس هذه الواقعة سوء نية الجزائر تجاه المغرب، الذي يستعد لاستقال عاهلي المملكة الإسبانية ضون فلييبي السادس وضونيا ليتيثيا يومي 13 و14 فبراير الجاري.
وبهذه المحاولة المغرضة، تحاول الجزائر ليس فقط المس بمبدأ مقدس وهو الوحدة الترابية للمغرب، ولكنها تحاول أيضا وبشكل بئيس أن توجه طعنة للعلاقات التاريخية والمتميزة التي تربط المملكتين المغربية والإسبانية.