الجملة الشهيرة التي نطق بها سفير الجزائر في الاتحاد الأوروبي الثرثار عمار بلاني، قبل أسبوع في بروكسل، لما وصف يوم الأربعاء "باليوم المشؤوم" لم تكن نتيجة الصدفة، فلماذا الأربعاء وليس يوما آخر من أيام هذه السنة الجديدة التي بدأت صعبة على كل من البوليساريو والجزائر؟
أمر مدهش أنه بعد يوم فقط من التصويت الصريح والكثيف لصالح المغرب فيما يخص الاتفاق الفلاحي بينه وبين الاتحاد الأوربي مع احتساب الصحراء المغربية ضمن الاتفاق، نفس البرلمان الأوربي تبنى اليوم (يوم أربعاء اخر) اتفاق الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب ليؤكد بذلك على ما جاء في قرار الأسبوع الماضي.
دعونا من هذه الصفعة المزدوجة والقوية التي وجهها البرلمان الأوروبي للخصوم بتأكيده على سيادة المغرب غير القابلة للنقاش على أقاليمه الصحراوية. ولنتذكر يوم اتخذ مجلس الأمن قرارا آخر (2440) ضد كل من الجزائر والبوليساريو، والذي حدث يوم الأربعاء 31 أكتوبر 2018، بعد التصويت عليه بأغلبية 15 عضوا. في ذلك اليوم وجهت الأمم المتحدة ضربة قاسية للبوليساريو والجارة الشرقية التي لم يسبق الإشارة إليها، حيث ذكرت ثلاث مرات، كطرف في النزاع.
لسنا في حاجة لإعادة النظر في فقرات لوائح الاتهام التي وجهها مجلس الأمن للجبهة الانفصالية، ولا سيما تلك التي تفند خدعة "الأراضي المحررة" التي اضطرت لتركها وتتراجع إلى الجزائر، والتي أصبحت، منذ 5 ديسمبر 2018، جزءًا من جولة المفاوضات التي جدولها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، في جنيف بهدف إيجاد حل سياسي واقعي وعملي للنزاع الإقليمي المفاعل حول الصحراء.
تذكروا كذلك، يوم الأربعاء 11 أبريل 2018، حين تحطمت طائرة نقل عسكرية جزائرية مباشرة بعد إقلاعها من قاعدة بوفاريك، التي تبعد 30 كيلومترا عن الجزائر العاصمة، وعلى متنها حوالي ثلاثين جنديا من جبهة البوليساريو الانفصالية.
مؤكد أن هؤلاء المرتزقة لم يكونوا في الجزائر العاصمة بغرض التنزه بل ليتم تدريبهم على يد الضباط الجزائريين. الأمر الذي كشف المستور وبين للعالم قاطبة الدعم العسكري الذي تقدمه الجارة الجزائر للجبهة الانفصالية دون ذكر دعمها لها على المستويين المالي والسياسي على حساب دافعي الضرائب الجزائريين.
بعد هذه القائمة غير الشاملة "لأيام الأربعاء السوداء" بالنسبة للجزائر وجبهة البوليساريو، من الواضح أن تصريح الدبلوماسي عمار بلاني لم يكن سوى صرخة لطلب النجدة...