بعد شهر من تصريح وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، لينديوي سيسولو، بأن بلادها «ستستعين بعضويتها في مجلس الأمن خلال هذه السنة للدفاع عن استقلال البوليساريو»، جاء الدور اليوم على الرئيس الجنوب الإفريقي، رامافوسا لتأكيد التصريحات السابقة المعادية للوحدة الترابية المغربية.
وفي تجمع خطابي بدوربن بجنوب إفريقيا، وعد رامافوسا أمام عدد من أعضاء حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، بتقديم «الدعم القوي» لجبهة البوليساريو الانفصالية بمنظمة الأمم المتحدة وكذا الاتحاد الإفريقي.
وقال رامافوسا، إن «كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال هو كفاحنا»، مردفا «إننا في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي سنواصل الكفاح إلى جانب جبهة البوليسارو من أجل تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والحرية والاستقلال».
موقف رامافوسا يقوض إرادة تطبيع العلاقات الثنائية التي عبرها عليها كل من الملك محمد السادس والرئيس السابق لجنوب إفريقيا، جاكوب زوما خلال نونبر الماضي على هامش القمة الإفريقية الأوروبية.
وخلال اللقاء الثنائي الذي جمع بين الملك محمد السادس وزومت، اتفقا زعيما البلدين وضع شراكة اقتصادية وسياسية تمكن من تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المستويات.
وعلى المستوى الدبلوماسي، قرر كل من الملك محمد السادس وزوما تعيين سفيرين من مستوى عال، بكل من الرباط وبريتوريا. وهو القرار الذي ترجمه المغرب بتعيين يوسف العمراني، سفيرا للمملكة ببريتوريا.
والظاهر أن الخرجة الأخيرة لخليفة زوما وزعيم المؤتمر الوطني الإفريقي، تهدف إلى التغاظي وانكار الالتزام الذي تعهد به زوما لتعزيز الشراكة بين المغرب وجنوب إفريقيا والتي رحبت بها أصوات من كلا البلدين.
خرجة تأتي على بعد شهور قليلة من الانتخابات التشريعية التي سيعرفها هذا البلد الإفريقي في ماي المقبل، والتي ستكون امتحانا حاسما لشعبية حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي توجه إليه اتهامات لقياداته على خلفية فضائح الرشوة. الحديث عن «القضية الصحراوية» هي اذن حملة انتخابية سابقة لأوانها يقودها الرئيس الجديد لإلهاء مناضلي حزبه عن الاشكاليات الحقيقة التي تواجه البلاد من بينها الفقر والبطالة والرشوة والمحسوبية.