قد يحدث نفس سيناريو الأزمة التي تسببت فيها البوليساريو، أوائل يناير 2018، بمنطقة الكركرات. هذا ما يبدو على أية حال من خلال "التحذيرات" التي أصدرتها الجبهة الانفصالية، عبر صحافتها، ضد منظمي الرالي، الذين حطوا الرحال في 1 يناير 2019 بالناظور، قادمين من موناكو، وذلك قبل التوجه صوب الداخلة، التي يُرتقب أن يصلونها في الـ 7 من الشهر الجاري.
ويضيف موقع الدعاية الانفصالي: "يتجاهل منظمو رالي موناكو-داكار تحذيرات السلطات الصحراوية للسنة الثانية على التوالي". هذا الموقع، الذي يسير في توجه الوزير السابق لما يسمى بـ "الجيش الصحراوي"، محمد لمين بوهالي، يستخدم عبارات تهديدية ضد المنظمين الذين لا يعترفون أصلا بكيان يدعى "rasd".
ونشر الموقع الرسمي لرالي افريقيا إيكو رايس الدولي خريطة المغرب كاملة، ممتدة من طنجة إلى لكويرة، ما يعني احترام المنظمين لوحدة المملكة الترابية وتأكيدهم على أن السباق سوف يمر من أراضي صحراوية مغربية.
إن هذا الاعتراف بالصحراء المغربية على وجه التحديد، من قبل المنظمين، هو بمثابة صفعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، إذ يؤكد أن كيانها غير معترف به لا من قبل الأمم المتحدة، ولا من أي منظمة إقليمية أو قارية، باستثناء الاتحاد الأفريقي، الذي سحبت أغلب دوله الأعضاء اعترافهم بالجمهورية الوهمية.
وللتذكير، فقد أرسلت جبهة البوليساريو، في يناير 2018، مجموعة من العناصر المسلحة لمنطقة الكركرات، في محاولة غير مجدية لمنع مرور المشاركين في رالي موناكو - داكار الدولي.
لقد كان مجلس الأمن شديد الصلابة مع البوليساريو في القرارين الأخيرين (2414 و 2440)، اللذان يدعوان إلى الانسحاب الفوري من منطقة الكركرات، بالإضافة إلى مناطق بئر لحلو وتيفاريتي. وهي جزء من المنطقة العازلة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 6 نونبر 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة.