هذا العمل المثالي الذي قامت به السلطات الموريتانية، فند اعتقادات أحد أفراد العصابات المؤيدة لجبهة البوليساريو، المنحذر من أحد الأقاليم الصحراوية المغربية، بأنه يستطيع حمل علم الكيان الانفصالي أمام مبنى القنصلية المغربية، ما جعله في الأخير ينال غرامة مالية بالإضافة إلى مصادرة جواز سفره، ليبقى عالقا بذلك في نواذيبو لمدة شهرين.
وحول هذا الموضوع، ذكر موقع مؤيد للانفصاليين أن "محمد علوات (اسم الناشط الانفصالي) محاصر تقريبا في نواذيبو بسبب رفض السلطات الموريتانية تسليمه جواز سفره المغربي للعودة إلى الصحراء". فجميع الخطوات التي قام بها الانفصالي مع معارفه الموريتانيين للخروج من أزمته قد فشلت.
إن ما قام به الشخص المعني بالأمر هو بمثابة سلوك حطير جدا، وقد يؤدي به إلى ما لا يحمد عقباه.
جو من الحرية بعيد كل البعد عن استرضاء حق الانفصاليين في العيون أو الداخلة، وعلى رأسهم "الكوديسا" الشهيرة لأميناتو حيدار أو ASVDH التي خولت لنفسها حق الدعوة إلى الانفصال دون أدنى تقدير.
إن مثل هذه النزعات الانفصالية يتم قمعها بقوة في "الديمقراطيات الغربية". وكدليل على ذلك، نتذكر التدخل الدموي للشرطة الإسبانية ضد الانفصاليين الكتالونيين، في خريف عام 2017، حينما أصيب ما لا يقل عن 92 شخصا في الأول من أكتوبر 2017 في المصادمات عندما أرادت الشرطة منع إجراء الاستفتاء على الاستقلال في كاتالونيا. وهذا ليس كل شيء! فقد صدر أمر توقيف أوروبي ضد رئيس الحكومة الكاتالونية، كارليس بويجديمون، الذي فر بعد ذلك إلى بلجيكا.
ومن هنا نستخلص أن سيادة الدولة ليست قابلة للنقاش، فما بالك بالتفاوض.