الإدارة التي لا تتردد في إغناء نفسها على حساب السكان المحتجزين كرهائن، والأعمال التجارية والمساعدات، النقدية والطبيعية، والتي يتم تحويلها من غرضها الانساني ليتم بيعها في الأسواق الموريتانية والجزائرية، أو نقلها إلى حسابات سرية في سويسرا على وجه الخصوص، أو لصالح الجهات والكيانات الانفصالية داخل وخارج المغرب. هذه هي الحقيقة المرة التي كانت مستمرة لدى البوليساريو لسنوات عديدة، والتي يبلغ عنها المغرب باستمرار، سيما أن سكان المخيمات لم يعودوا متسامحون بشأنها.
وكدليل، فإن أصواتا شبابية عديدة، بدورها متواجدة بالمخيمات، تنتقد بشدة هذه المناورات. ولعل أحدث هذه الأصوات، نجد محمود زيدان، شاب صحراوي بالمخيمات، يقدم نفسه كمراسل صحفي، يمتلك وثائق داعمة لأقواله ويضاعف منشوراته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، مدينا تلك الممارسات التي تقوم بها البوليساريو.
وفي 7 شتنبر، نشر محمود زيدان قائمة كاملة من الموارد المدفوعة للبوليساريو لهذا الشهر، بمبلغ إجمالي قدره 85،170 يورو، معظمها من جمعيات إنسانية. وبدلاً من العمل على التخفيف من معاناة السكان، يستخدم هذا المبلغ على نطاق واسع لرعاية الأفراد والجمعيات ووسائل الإعلام المعبأة لغرض وحيد هو خدمة مصالح وأفكار ومناقشات الجبهة، بما في ذلك تلك يدعو إلى الانفصاليين من الداخل. وهكذا تمكنت أمينتو حيدار من الحصول، خلال هذا الشهر لوحد، على ما يقارب 1.850 يورو، كما هو الحال بالنسبة لسالم التامك، هذا الشخص الآخر المنتمي للحركات الانفصالية المتواجدة بالأقاليم الجنوبية. جمعيات مثل Codesa (جماعة المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان) و ASVH (الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان) ، والمعروفة بنشاطها الانفصالي، هي أيضاً تجنتي أرباحا مكافئة لأعمالها.
وعبر "فايسبوك"، نشر محمود زيدان تدوينة غاضبة قال من خلالها: "بينما يرفض وزير الدفاع توفير مولد كهربائي لسلاح الدرك بمدرسة 12 أكتوبر، و بينما يصرح بوحبيني امام الاعلام الجزائري بأن نسبة فقر الدم في المخيم في تزايد، و بينما وزارة التعليم تتحجج بالاكتظاظ في المدارس و بينما يتم فرض جزية الكهرباء على ضعفاء هذا المنكب البرزخي، هناك من يصرف المبالغ دون حسيب ولا رقيب و من خزينة الدولة التي عجزت عن توفير اجور محترمة للمعلمين و الاستاذة و إبقاء الا طفال بجوار ذويهم حتى يبلغوا الحلم.. ميزانية جمعية ما كافية لتكون اجر جهاز الدرك بأكمله و كافيه لبناء اقسام اضافية بإحدى الولايات".
وكان Le360 قد نبه من خطورة هذه الممارسات من خلال إظهار كيفية استخدام أموال المساعدات في التسويق من طرف البوليساريو والراعي الرسمي لها الجزائر.
منذ نشر هذا المنشور، انفجرت صرخة حقيقية حول هذا الموضوع. ولأنهم ساخطون ومدافعون عن تلك الممارسات، فإن الانشقاقات تولد ولا يزال الجدل بعيدا عن الانتهاء. حتى أن البعض يتهم زيدان بالخيانة والتآمر، لكن الحقائق موجودة، ومن السخافة الآن إخفائها.