مرة أخرى، شرعت القوات الجوية الجزائرية في مغامرة غير معقولة، أبرزت مشاركتها الفعلية في الدعم العسكري لجبهة البوليساريو. فبعد الحادثة المظلمة لـ "Iliouchine IL-76"، التي تحطمت في 11 أبريل الماضي، غير بعيد عن قاعدة بوفاريك (25 كلم من الجزائر العاصمة)، وعلى متنها ما يقارب ثلاثين جنديا تابعين للدولة الوهمية (من أصل 257 راكبا لقوا حتفهم جميعا)، ترسل السلطات الجزائرية من جديد طائرة عسكرية أخرى، يوم 2 غشت، إلى مطار تندوف، من أجل نقل عدد من أطر البوليساريو، مدنيين وعسكريين، من تندوف إلى بومرداس، التي احتضنت، منذ يوم السبت 3 غشت، النسخة التاسعة من ما يسمى بـ "جامعة أطر البوليساريو".
وبعد الفوضى التي شهدتها عملية تسجيل الركاب المسافرين إلى مدينة بومرداس للمشاركة في نسخة 2018 من "جامعة أطر البوليساريو"، تم إرسال طائرة عسكرية جزائرية، بتاريخ 2 غست، 2018، إلى مطار تيندوف، وذلك لجلب المشاركين في هذا النشاط. حسب ما أفادت به مصادر متطابقة لـ Le360.
ووفقا لمصادرنا، فإن عدد "أطر البوليساريو" الذين وصلوا لمطار تندوف تجاوز قدرة الطائرة العسكرية الجزائرية المذكورة، حيث وصل عدد الأطر إلى 488 فردا، بينما تبلغ سعة الطائرة 300 مقعدا فقط.
وأمام تلك الوضعية، حاول المسمى خطري الدوه، رئيس ما يطلقون عليه اسم "البرلمان الصحراوي"، إقناع الأطر الـ 488 بمسألة أن عدد المسافرين إلى بومرداس لا يمكن أن يتجاوز 300 شخصا، وذلك بالنظر إلى سعة الطائرة العسكرية الجزائرية.
ورفضت القوات الجوية الجزائرية المغامرة بنقل عدد ركاب يفوق سعتها الطبيعية، محاولة بذلك تفادي تكرار فاجعة 11 أبريل، والتي راح ضحيتها ما يقارب ثلاثين جنديا تابعين للبوليساريو وعشرات الضباط الجزائريين الذين كانوا سيرافقونهم إلى تندوف كجزء من الدعم العسكري التي توفره الجزائر منذ أكثر من أربعين عاما، إلى جانب توفيرها للمعدات العسكرية، بالإضافة إلى تدريبها لجنود البوليساريو.
يذكر أن نشاط بومرداس الذي يجرى تنظيمه خلال فصل الصيف من كل سنة، يعد بمثابة مهمة جزائرية لتشكيل الانفصاليين وتلقينهم تقنيات حرب العصابات.