ووقع على اتفاق إنشاء مكتب تمثيلية الكيبيك بالرباط كل من الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السفير محمد علي لزرق، ووزيرة العلاقات الدولية والفرنكوفونية بحكومة الكيبيك، كريستين سان بيير.
وقال علي لزرق في كلمة له خلال حفل التوقيع إن هذا المكتب سيساهم في تعزيز علاقات التعاون والتقدير والاحترام التي تجمع الشعبين والروابط التي تتطور بفضل ما يتقاسمانه من قيم التسامح والانفتاح والديمقراطية.
وأكد أن المغرب ماض في تعزيز تعاونه مع إقليم الكيبيك في العديد من القطاعات، مثل التربية والتعليم العالي والطاقات النظيفة والمتجددة وريادة الأعمال والعلوم والابتكار، والصناعة الغذائية وصناعة الطيران.
وشدد على أن "تقارب وجهات نظرنا حول القضايا الدولية، لا سيما فيما يتعلق بقضايا حفظ السلام ونزع السلاح والتعاون الثلاثي وحوار الثقافات والحضارات، يعكس إرادتنا المشتركة في تعزيز التعاون القائم بيننا ويجسد رؤيتنا الاستراتيجية المشتركة".
وفضلا عن ذلك، أكد الدبلوماسي المغربي أن إنشاء مصنع لـ"بومبارديي أيروسبيس" في المغرب يدل على جدية كندا واستعدادها لتعزيز المبادرات والشراكات مع المملكة.
وأشار لزرق، في إطار هذا التعاون، إلى المركز الثقافي "دار المغرب" في مونتريال، فضلا عن العديد من الجمعيات النشيطة والعدد المتزايد من الطلبة المغاربة في الجامعات الكندية.
واعتبر أن وجود جالية مغربية كبيرة في كندا، مندمجة بشكل كامل ومؤهلة تأهيلا عاليا، يشكل أحد المقومات التي تضخ في العلاقات الثنائية بعدا إضافيا، وأن إسهام هذا البعد في إثراء الحوار بين الثقافات والحضارات أمر لا يحتاج إلى دليل.
وأكد أن المغرب شريك رئيسي لكندا داخل منظمة الفرنكوفونية، وهي شراكة تنبني على مقاربة ملموسة قائمة على القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعاون فعال في مجال الاقتصاد والبيئة والحكامة الجيدة، وأن افتتاح هذا المكتب سيعزز العمل المشترك بين البلدين لما فيه صالح الفرنكوفونية وتعزيز صورة كندا في المغرب.
من جانبها، أعربت وزيرة العلاقات الدولية والفرنكوفونية في حكومة الكيبيك عن ارتياحها للعلاقات "النموذجية" القائمة بين المغرب وكندا، مشيرة إلى أن افتتاح مكتب تمثيل لحكومة الكيبيك في الرباط سيسهل التعاون الثنائي في جميع المجالات.
وذكرت بأن إقليم الكيبيك يحتضن جالية كبيرة من أصل مغربي يفوق عددها 100 ألف شخص "يساهمون كل يوم في تقدم مجتمع الكيبيك"، مشددة على أن الهجرة "ضرورية لمستقبل مجتمعنا" وأن الحصول على فرص الشغل والوصول إلى المهن المنظمة يحظى بالأولوية لدى حكومة الكيبيك.
وأكدت سان بيير أنه لتسهيل الاندماج المهني للمهاجرين الذين يعيشون في الكيبيك، وخاصة المهاجرين من أصول مغربية، من الضروري مواصلة وتوسيع نطاق الاعتراف بالمؤهلات المهنية.
وأضافت أن حكومة الكيبيك تمنح، بهدف تشجيع حركية الطلاب، 90 إعفاء إضافيا من الرسوم الدراسية لفائدة الطلبة المغاربة منذ عدة سنوات، وأن سلطات الكيبيك ستعتمد عشرة إعفاءات استثنائية إضافية. وقالت إن المكتب الذي سي فتتح في الرباط هو التمثيلية الثلاثون للكيبيك في الخارج، موزعة على سبعة عشر بلدا، وهو الثالث في القارة الإفريقية بعد دكار وأبيدجان.
وتميز حفل التوقيع على اتفاق إنشاء مكتب التمثيلية بحضور سفيرة كندا في المغرب، ناتالي ديبي، ومدير مكتب الكيبيك المستقبلي في الرباط، ألان أوليفيي، والذي يشغل حاليا منصب الأمين العام لوزيرة العلاقات الدولية والفرانكوفونية في حكومة الكيبك.