وأشاد الموقعون على "إعلان العيون"، الذي توج هذا اللقاء، بالخطوات الرائدة والسياسات الحكيمة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، للدفاع عن حقوق المغرب الثابتة على مختلف الأصعدة.
وفي ما يلي النص الكامل لإعلان العيون .. "تجسيدا للإجماع الوطني الراسخ والدائم والمتجدد لكل فئات الشعب المغربي ومختلف الهيئات السياسية والمؤسسات التمثيلية والقوى الحية في المجتمع من أجل الدفاع عن وحدة وطننا ووحدة ترابه، والتصدي لكل المناورات التي تستهدف المس بسيادة بلادنا أيا كان شكلها ومصدرها على أي شبر من وطننا الموحد من طنجة إلى لكويرة؛
واعتبارا لما تعرفه الساحة الوطنية من انشغال سيادي وسياسي وشعبي كبير بتطورات ملف قضية الصحراء المغربية، وخاصة ما تقوم به جبهة الانفصاليين من تحركات، تتعين مواجهتها بالحزم والصرامة واليقظة اللازمة، على مستوى مناطق من أطراف بلادنا الواقعة شرق وجنوب الجدار الأمني في ما يسمى بـ "المناطق العازلة"، وهي التي وضعتها بلادنا إراديا بقرار سيادي تحت مراقبة المينورسو تلبية لرغبة المنتظم الدولي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991، لتظل خالية لاجتناب الاحتكاك المباشر مع الجزائر؛
وانطلاقا من واجبنا الوطني في الذود عن الوحدة الوطنية والترابية كثابت راسخ ضمن الثوابت الجامعة للشعب المغربي، واستشعارا بمسؤوليتنا التاريخية والسياسية في هذا الظرف الدقيق الذي يستدعي تعاضد الجهود ووحدة الصف والالتفاف حول المصلحة العليا للوطن، يسعدنا نحن الأحزاب السياسية ببلادنا أن نجتمع هنا بمدينة العيون الصامدة والصاعدة في هذا اللقاء الوطني التعبوي الذي يضم العديد من قياداتنا وأطرنا ومنتخبينا بالبرلمان والجماعات الترابية وباقي الفعاليات التنظيمية ومناضلينا بالعديد من أقاليم وجهات المملكة وخاصة جهة العيون الساقية الحمراء وجهة الداخلة وادي الذهب؛
وخلف المدينة الساكنة قريبا من تدحرج موج الخليج الهادئ، تقف قلعة الزبارة، التي يرجع بناؤها إلى 1938، رابضة متحصنة بأسوارها الحجرية، وهي تراقب من بعيد سكون الموقع في محاذاته بزرقة البحر وامتداد الصحراء وعزلتها الحالية. كان أعيد ترميمها سنة 1986 قبل أن يتم تحويل جزء من مرافقها الى متحف خاص بتجميع اللقى المستخلصة من الحفريات الجارية بالموقع، وتصبح فضاءا جاذبا للسياحة الثقافية بامتياز .
بنيت القلعة وفق مخطط مربع الشكل، طول كل ضلع من أضلاعها 24 مترا، بأربعة أبراج ركنية، كل منها يطل على الأفق ورحابة الفضاء من خلال شرفات مسننة. تتيح من خلال فتحاتها إمكانية مراقبة العدو القادم، واستهدافه قبل أن تطأ أقدامه بواباتها، فيما يتوسطها من الداخل صحن مكشوف لشمس ونجوم الأفق .. ونحو سبعة غرف وسقيفتين، بينما تخفي أبراجها الأربعة بالداخل غرفا علوية على شكل مراصد مراقبة. تمثل الزبارة، بحسب باحثين في مجال الأركيولوجيا، أحد "أفضل الأمثلة الباقية للمدن الخليجية التي كانت تقوم على التجارة خلال الفترة الممتدة ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر"، وبالضبط تجارة السمك واللؤلؤ، فيما تحكي الكثير من اللقى عن وجود خزفيات تشير الى وجود روابط تجارية مع بلدان في أوروبا كهولندا.
وماتزال عمليات الحفظ والتنقيب جارية في موقع المدينة لاكتشاف مزيد من خباياه واستنباط وقراءة تاريخ وثقافة تلك المرحلة وتثمين اللقى ونتائج البحث المستجدة. وما يزال الموقع، في نفس الوقت، يستقبل العديد من الزيارات سواء منها ذات الطابع السياحي الاستكشافي أو التعليمي المنظمة لفائدة الطلاب.
وخلال الأسبوع الأخير لشهر مارس كانت متاحف قطر أعلنت عن الانتهاء من ترميم مجمع تاريخي لمكابس التمر "مدابس" بقلب مدينة الزبارة، وهي المدابس التي تم اكتشافها سنة 1980 وخضعت للترميم بين عامي 2017-2018 .
ويعرف دبس التمر ب"العسل الأسود وهو عبارة عن شراب كثيف القوام، حلو المذاق، داكن اللون، يتوفر على عناصر غذائية مهمة"، يوظف في تحضير أطباق وحلويات متعددة. ويؤشر هذا الاكتشاف الى جانب من العادات الغذائية لساكني هذه المدينة ولأسلوب إنتاج جانب من مؤثثات موائدهم، وما قد يكون بعضا من المنتوجات التي كانت موجهة للتصدير أنذاك الى بلدان وكيانات مجتمعية من جيرتهم أو الى ما وراء حدود مياه الخليج الماثلة أمامهم.
وبهذا الخصوص، سجلت متاحف قطر، في بيان لها، أن موقع المدابس "يلقي نظرة مدهشة على كيفية صنع دبس التمر الغني بالبروتينات قديما"، وهو ما اعتبرته "إضافة جديدة" لجهودها الرامية إلى ربط أبناء المجتمع القطري بماضيهم وتاريخهم.
وأكد المدير التنفيذي لقطاع التراث الثقافي بالوكالة في متاحف قطر، علي الكبيسي، في تصريح صحفي بهذا الخصوص، أن "التنقيب والحفظ من المهام الأساسية للحفاظ على الهوية القطرية وحماية التراث"، وأنه من باب الإيمان بأن "مستقبل قطر بيد أبنائها" فإن الضرورة تحتم أن تكون كل السبل مهيأة لكي يفهموا جيدا "الجذور التي شكلت ماضيهم وأسهمت في صياغة هوياتهم الحالية"، لكي يتسنى لهم الحفاظ على هذه الهوية ومواصلة البناء.
7- مناشدة المنتظم الدولي بالعمل على جعل حد لمعاناة إخواننا المحتجزين بمخيمات لحمادة بعيدا عن أرضهم وأهلهم في ظروف مأساوية وحرمان تام من أبسط حقوق الإنسان، كما تدعوه ليضغط على الجزائر والبوليساريو من أجل تمكين منظمة غوث اللاجئين من إحصائهم وفق المعايير الدولية.
8- التنويه بما أبان عنه سكان هذه الأقاليم وشيوخها وقبائلها من حب للوطن وإخلاص لأواصر البيعة للعرش العلوي المجيد ووفاء لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وإسهام إيجابي وفاعل في المسار السياسي الديمقراطي والتنموي ببلادنا مما أصبحت معه هذه الأقاليم دعامة أساسية في بناء المغرب الجديد وخاصة بعطائهم في الجماعات الترابية أو البرلمان أو الغرف وهم الذين يشكلون، حسب إحصاء المينورسو، أغلبية سكان أقاليم الساقية الحمراء ووادي الذهب والذين يعتبرون واقعيا الممثلين الحقيقيين لإرادة المواطنين بهذه الأقاليم الذين عبروا عنها في العديد من الاستحقاقات الانتخابية المشهود بنزاهتها وطنيا ودوليا، وكذلك الدور الإيجابي الذي يضطلع به المجتمع المدني والحقوقي بهذه المناطق في التنمية الاجتماعية وفي الدفاع عن وحدتنا الترابية في الداخل والخارج.
9- الاعتزاز بما تشهده هذه الأقاليم من نهضة تنموية متعددة الأبعاد والتي ستعرف تطورا أكبر بفضل النموذج التنموي الخاص بها الذي أطلقه جلالة الملك نصره الله، مما ستصبح معه هذه المناطق قطبا اقتصاديا يعول عليه في إحداث نقلة نوعية رائدة للتنمية المندمجة بهذا الجزء من وطننا ويمكن من التثمين الأمثل والمستدام لمواردها الطبيعية بما يضمن الرفع من مستوى استفادة الساكنة المحلية من ثمارها الشيء الذي يبعث على الثقة في المستقبل.
10- التأكيد على ضرورة إعطاء الصدارة للأقاليم الجنوبية في تنزيل الجهوية المتقدمة والتسريع بذلك في أفق تحقيق الحكم الذاتي بهذه الأقاليم.
11- التأكيد على ضرورة تظافر جهود الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الشعبية ممثلة بالأحزاب السياسية والبرلمان والنقابات وفعاليات المجتمع المدني ورجال الأعمال للرفع من وتيرة التنسيق وتنويع آليات التواصل مع المؤسسات المماثلة والجهات المؤثرة في اتخاذ القرار، لا سيما في أوربا والولايات المتحدة وآسيا وإفريقيا.
12- تجديد العزم على استثمار علاقات أحزابنا بمختلف فعالياتها مع نظرائها في الدول الشقيقة والصديقة قصد السعي إلى إنشاء جماعات ضغط لتبني ودعم توجه بلادنا والتصدي للأطروحات المناوئة.
13- تجديد استنكار تمادي النظام الجزائري في خلق وتعهد أسباب ومبررات استمرار هذا التوتر المفتعل، وتجنيد كل طاقاته لمعاكسة بلادنا إقليميا وقاريا ودوليا. وتتأسف على انعدام التعاطي الإيجابي للنظام الجزائري مع ما أعربت عنه بلادنا ملكا وأحزابا من أجل تنقية الأجواء بين بلدينا خدمة لمصالح شعبينا الشقيقين، ونجدد بهذه المناسبة دعوتنا للإخوة الجزائريين للتخلص من عوائق الأمس واستحضار المحطات المشرقة من كفاحنا المشترك بعيدا عن رواسب الحرب الباردة التي يشكل هذا التوتر المفتعل بمنطقتنا أحد تداعياتها المؤلمة التي تحول دون بناء الاتحاد المغاربي ويعطل مسار التنمية والتعاون بين بلدينا الشقيقين.
14- الدعوة إلى مزيد من تقوية الجبهة الداخلية -ديمقراطيا وتنمويا واجتماعيا -وتكريس تظافر جهود كل فعاليات وشرائح مجتمعنا لمواصلة التعبئة واليقظة لإحباط كل أشكال المناورات الممنهجة والمتصاعدة التي يدبرها خصوم البلاد.
15- الالتزام بتشكيل جبهة سياسية للدفاع عن وحدتنا الترابية التي كانت وستظل محط إجماع شعبي ومناط تعبئة شاملة، وفاء للتاريخ واحتراما لأرواح الشهداء والتزاما بنص وروح ومرامي قسم المسيرة الخالد، ولن تزيدها الأحداث وتحديات الخصوم والأعداء إلا تجددا ورسوخا".