التعهديد المغربي ضد جبهة البوليساريو جدي، أكده الموقع البريطاني The Middle East Eye المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ نقرأ في مقال له "أن المغرب أخطر الجزائر عبر قناة ديبلوماسية بتدخله عسكريا إذا لم تنسحب البوليساريو من المنطقة العازلة". و "من أجل تمرير رسالتها، لجأت الرباط لوساطة سفير أوربي بالجزائر ليبلغ الرسالة"، دون الكشف عن جنسية السفير الأوربي.
وكان المغرب قد أعلم مجلس الأمن يوم الأحد الماضي باقتحام عناصر مسلحة للبوليساريو لمنطقة المحبس، كما تنقل وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة إلى نيويورط وباريس، حيث التقى نظيره الفرنسيب جون إيف لو دريان، حاملا معه رسالة من الملك محمد السادس للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عبر فيها الملك عن "الرفض الحازم لاستفزازات البوليساريو".
في هذا السياق الموسوم بالتحرك المغربي من حكومة وبرلمان وأحزاب سياسية جاء تحذير الرباط للجزائر بشأن التدخل العسكري لإجلء البوليساريو من المنطقة العازلة، تماشيا مع اتفاق وقف إطلاق النار الموقف في 6 نونبر 1991.
ردة فعل السلطات الجزائرية
وحسب الموقع البريطاني دائما، لم ترق رسالة الرباط للجزائر، خصوصا بعد اعتماد وسيط أوربي لنقلها، إذ "للجزائر علاقة ديبلوماسية مع المغرب، وكان من الحري مراسلتها عبر سفير المغرب بالجزائر، أو عبر وزير الخارجية المغربي، وليس عبر دولة محايدية، كما أن الجزائر لا تعتبر نفسها طرفا مباشرا في الوضع الراهن بالمنطقة"، بحسب تفسير مصدر ديبلوماسي للموقع البريطاني لم يكشف اسمه.
هذا يعني أن السلطات الجزائرية تأخذ التهديد المغربي محمل الجدل وتدرس السيناريوهات المحتملة، حسب المصدر الجزائري.
المغرب يريد بكل بساطة إعادة مشروعية اتفاق وقف إطلقا النار بالمنطقة الواقعة شرق الجدار الأمني العازل، ضدا في رغبة البوليساريو الرامية إلى جعل المنطقة "منطقة محررة".
يشار إلى أن القوات المسلحة الملكية انسحبت من هذه المنطقة المغربية سنة 1991 في مبادرة لحسن النية تجاه الأمم المتحدة، ومن أجل تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار، ما جعل البوليساريو تريد استغلال انسحاب الجيش المغربي لصالحي من أجل تغيير الوضع القانوني لهذه المنطقة.