وذكر الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح المقربة من حزب «البيجيدي»، أنه توصل بعريضة لأجل التوقيع مع الموقعين عليها، تتضمن الدعوة إلى احترام أحكام الشرع وعدم المساس بها، وتحث المسؤولين بالمغرب على عدم الاستجابة لعريضة أخرى يسعى أصحابها إلى إلغاء الإرث بالتعصيب، مضيفا أنه رفض التوقيع على عريضة تطالب بالإبقاء على قوانين الإرث، كما هي ردا على عريضة المطالبة بتغيير قوانين الإرث، مردفا أن «العريضة الأخرى المطالبة بإلغاء الإرث بالتعصيب، إنما تطالب بإسقاط ما فرضه الله، وأكده بأبلغ العبارات، والتنبيهات؛ من ذلك أنه تعالى بعد ذكر أحكام الإرث قال: فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}، تماما كما قال سبحانه عن الزكاة {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،ولذلك سُمي علم المواريث باسم "علم الفرائض"، فهل الفرائض تُلغى أو تُغَير بالعرائض؟».
وأضاف الريسوني، في مقال نشره على موقعه الرسمي، أن «كل المسائل التي تحتاج عادة إلى العلم والعلماء، وتحتاج إلى المختصين والخبراء، وتحتاج إلى البحث العملي والاجتهاد الموضوعي، يكون من العبث والانحطاط والغوغائية إقحامها في منطق العرائض الشعبية والشعارات التحزبية والضغوط النضالية».
وأردف الفقيه أن «الحقيقة التي يعرفها الجميع، بمن فيهم أصحاب العريضة المائوية، التي دعت للمساواة في الإرث، هي أن الشعب كله، سوى بعض الخوارج الجدد، يقف في صف الشريعة، ويؤمن بالقرآن، والسنة، وبكل ما فيهما».
وتابع الريسوني أن «الحملة الجديدة، تشكل فرصة أخرى، ثمينة، ومساعدة على توعية الناس بأحكام دينهم، وحكمة شريعتهم، وتعريفهم بالمحاربين، والمحرفين، وإبطال شبهاتهم، فيصبح الأمر كما قال تعالى: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} ورُبَّ ضارة نافعة».
يذكر أن مجموعة من الشخصيات، أطلقت، الجمعة الماضية، عريضة إلكترونية على موقع «أفاز» العالمي لحملات المجتمع المدني، للمطالبة بـ «الحفاظ على الميراث كما شرعه الله»، وذلك في رد مباشر على عريضة سابقة أطلقها عدد من الباحثين والمفكرين والشخصيات السياسية المغربية، طالبوا فيها بإلغاء قاعدة التعصيب من نظام الإرث في المغرب.