جاء توقيف الإرهابي وهو أحمد سالك حافظ، المولود سنة 1994 بمخيمات تندوف، والذي عاش لفترة قصيرة سنة 200 بمدينة الزويرات الموريتانية، قبل أن يلتحق بأبيه، أحد انفصاليي الداخل والناشط المعروف بجبهة البوليساريو، المتوفى سنة 2009 بالعيون.
في سنة 2013، التحق سالك حافظ بمخيمات تندوف كما أكمل دراسته بولاية عين بيضا بالجزائر، ثم انتقل إلى ولاية بلعباس من أجل دراسته الثانوية، كل هذا طبعا بتمويل جزائري. وموازاة مع دراسته، كان يقوم بانقلات مستمرة بين مخيمات الانفصاليين، سيما خلال العطل المدرسية.
بعد فشله الدراسي، التحق سالك حافظ سنة 2014 بفترة تدريب شبه عسكرية بإدارة "الإشارة" بالرابوني، ليتعود تدريجيا على حرب العصابات واستعمال الرشاش الناري.
خلال هذا التكوين، حصل حافظ سالك على "الجنسية الصحراوية المزعومة"، وبطاقة وطنية بيومترية، ليتم استقطابه هذه المرة من طرف السلفيين المتطرفين، وابتداء من سنة 2013، بدأ ميوله نحو الأفكار الجهادية وما يحدث في الساحة السورية العراقية، ليتقرب بعدها من (ح.م) المجاز من كلية الشريعة بالجزائر، ويستقر بمخيم "بوجدور" بتندوف.
من خلال معرفته بهذا الرجل، تشبع سالك بالأفكار الإرهابية، فأثناء إقامته لدى (ح.م)، الأخير كان يسير صفحة فايسبوكية تمجد أفكار "داعش"، علاوة على تسييره لمسجد عشوائي بالمخيم حيث كان يقيم، الذي جعل منه قاعدة لبث الأفكار الدموية لداعش، مدعوما بعشيرين من "تلامذته".
خلال السنة نفسها، تناهى إلى علم أحمد سالك حافظ أنه يتعين عليه الالتحاق عاجلا بداعش فرع ليبيا، بجواز سفره الجزائري، ليلتحق من هناك نحو العراق وسوريا، غير أن الخطوة لم تكتمل، ليقرر الاستقرار سنة 2016 بالعيون، وينسج علاقة مع (م.م) الموقوف سنة 2017 بسبب الإشادة بالإرهاب، ليجد الشخصان أنهما يتقاسمان عدة أفكار انفصالية وإرهابية، فقرر الأول تدريب الثاني، والهدف هو تفجير مواقع حيوية بالمملكة، كالمؤسسات الفندقية، والأماكن السياحية، ومراكز الأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية.
غير أن كل هذه الأهداف أجهضت في مهدها حينما ذكر بلاغ لوزارة الداخلية إيقافهم كما أن التتبع أظهر أن الثلاثة المشتبه فيهم (تتراوح أعمارهم بين 24 و30 سنة) الذين بايعوا الخليفة المزعوم لـ"داعش"، انخرطوا في التحريض على القتل تنفيذا للنهج الدموي لهذا التنظيم الإرهابي، بالموازاة مع سعيهم لاكتساب خبرات في مجال صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة.