ومما جاء في رسالة بوتفليقة اليوم، التي بثتها وكالة الأنباء الجزائرية، "تمسك الجزائر الثابت باتحاد المغرب العربي باعتباره خيارا استراتيجيا ومطلبا شعبيا، وحرصها على النهوض بمؤسساته وتنشيط هياكله بما يمكن دولنا من الذود عن مصالحها المشتركة ومواجهة التحديات المتنامية".
وسجل الرئيس الجزائري أن هذه الذكرى "محطة تستدعي التمعن في مسيرة الاتحاد وتقييمها، بما يتيح مراجعة شاملة وموضوعية لمنظومة العمل القائمة".
واعتبر أنه "لا بد من رؤية واضحة واستراتيجية موحدة في عدة مجالات مثل التكامل الاقتصادي في شتى القطاعات".
وبعيدا عن الشعارات الرنانة التي لا طائ من وراءها، فهناك لغة الأرقام التي لا تكذب، حيث كان الملك محمد السادس قد أكد في خطابه التاريخي بمناسبة الدورة 28 للقمة الإفريقية أمام زعماء ورؤساء حكومات إفريقيا "أن التجارة البيجهوية ترتفع إلى 10 في المئة بين بلدان "سيدياو" و 19 في المئة بين بلدان "ساديك"، في حين لا تتعدى 3 في المئة بين البلدان المغاربية".
بذلك أصبح اتحاد المغرب العربي الجهة الأقل اندماجا في القارة الإفريقية، بل وفي العالم بأسره، في وقت تسير التنظيمات الاقليمية والجهوية القارية الاخرى في الطريق الصحيح نحو مزيد من التكامل الاقتصادي.
العديد من الإشارات تعكس ان اتحاد المغرب العربي قد خفت بريقه، إن لم نقل انه في عداد الأموات، وإذا لم يتحرك أعضاؤه، فسيكون التأكيد الراسخ على موته السريري، متناقضا مع معاهدة مراكش التي منحته الحياة قبل 28 سنة.