سعت السلطات الهندية إلى الحصول على معلومات إضافية والاستماع إلى إفادة أوطلحة في قضية التفجيرات التي ذهب ضحيتها 166 شخصا بينهم ست أمريكيين.
وذكرت مجموعة من وسائل الإعلام أن السلطات الهندية طلبت في وقت سابق من نظيرتها المغربية التعاون معها دون أن تتلقى ردا، مشيرة في الآن ذاته إلى أن المغربية المثيرة للجدل يصعب التعرف عليها لأنها منقبة، ومن المرجح أنها تستقر بمدينة مكناس.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن فايزة أوطلحة ساعدت زوجها في عملية تحديد الأماكن التي أجراها قبل العملية الإرهابية. ونقلت المصادر ذاتها عن مسؤول قوله، "إن فايزة تحمل الجنسية المغربية، ويمكن أن تكون على اطلاع بمجموعة من المعلومات عن علاقات زوجها (ديفيد كولمان هيدلي) بمنظمة "عسكر طيبة"، وأي معلومات أخرى إضافية يمكن أن تدلي بها ستكون مفيدة".
وفي السياق ذاته، أوردت الجريدة الهندية “إنديا تريبيون” الواسعة الانتشار، أن أوطلحة لجأت إلى السفارة الأمريكية بإسلام أباد وأخبرتهم بأن زوجها "ديفيد كولمان هيدلي" إرهابي يخطط لمهاجمة أهداف في كراتشي ومومباي، رغم أن "هيدلي" نفسه كان يعمل مع مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي “إف بي أي”.
وذكر المصدر ذاته، أن الزوجة المنتقبة كانت حاضرة مع زوجها في مهمته الاستطلاعية في الهند، والتقت بحافظ سعيد، زعيم تنظيم "عسكر طيبة" المسؤول عن العملية، وكانت على اطلاع كامل باتصالات زوجها في باكستان، الأمر الذي يجعل منها شاهدة قيمة بالنسبة إلى العدالة الهندية، لكن "عملية المغرب" توقفت فجأة منتصف 2012 دون النجاح في العثور على المغربية التي تروج أخبار عن إقامتها بمكناس.
وفي سياق متصل، أصدرت محكمة أمريكية يوم 24 يناير الماضي، حكما بالسجن لمدة 35 سنة على "دفيد هيدلي"، بعد أن أبرم اتفاقا مع مكتب التحقيقات الفيدرالي يقضي بعدم تسليمه للهند أو باكستان أو الدانمارك مقابل إقراره بالجريمة وتفادي الحكم بالإعدام.
وأوقف هادلي وهو من من مواليد واشنطن وابن دبلوماسي باكستاني، في شيكاغو للاشتباه بقيامه بالإعداد لهجوم على صحيفة "يلاندس بوستن" الدنماركية التي نشرت رسوما كاريكاتورية، مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في 2005، مما أثار موجة غضب عارمة في العالمين الإسلامي والعربي. لكن السلطات الأمريكية كشفت بعد شهرين أنه متهم بأعمال رصد تمهيدا للاعتداءات التي استهدفت أكبر مدينة هندية زارها خمس مرات بين 2006 و2008.مكتب التحقيقات الفيدرالية
وكشفت الصحيفة الهندية أن مكتب التحقيقات الفيدرالية هو من يحمي فايزة أوطلحة، بعد أن توجهت الأخيرة إلى السفارة الأمريكية في إسلام أباد بباكستان، وأخبرتهم أن زوجها "هيدلي" إرهابي يحضر لضرب أهداف في بومباي وكراتشي. كما كشفت أن هيدلي كان متعاونا مع وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي أي إي” وإدارة مكافحة المخدرات ووكالة الاستخبارات الباكستانية.
وارتباطا بالمحاكمة نفسها، صدر في حق شريك هيدلي، الباكستاني "تهور رنا" حكم بالسجن مدة 17 سنة بعد اتهامه بجمع معلومات لصالح تنظيم "عسكر طيبة"، ومحاولة تفجير الصحيفة الدانمركية التي نشرت الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول، لكنه برئ من تهمة المشاركة في تفجيرات بومباي الإرهابية ما دفع محاميه للتساؤل خلال مرافعاته عن سبب عدم إحضار فايزة أوطلحة بصفتها متهمة أو شاهدة رغم أنها على علاقة مباشرة بالعمليات.