وحسب ما جاء في يومية "الصباح" في عددها ليوم الثلاثاء 23 يناير، فإن جرح فراق الطالب بنعيسى لم يندمل من أفئدة افراد عائلته، الذين يبكونه يوميا دون أن يجدوا منفذا يطمئنهم على حقيقة جريمة سياسية بامتياز، اختار فيها أولئك الطلبة العنف بديلا عن الحوار والمقارعة بالمواقف لفرض الذات في صراع مواقع بين فصائل مختلفة متنازعة تبادلت اتهامات بالظلامية والزندقة والإلحاد.
وأضافت الجريدة أن انينه مدو في اذان قتلته المعروفين منهم والمجهولين، ممن أزعجهم اسمه الشامخ شموخ مواقفه، وتقض مضجعهم كوابيس تلازم منامهم مهما تظاهروا بالنسيان والتناسي، فدمه لم يجف من أيدٍ غاشمة تفننت في إيذائه واختلفت حول طريقة تصفيته قتلا أو ذبحا.. أملا في جنة لن يدخلها سفاك دماء أبرياء.
وقالت اليومية إن بنعيسى لم يمت اسما ولو قتل جسدا، هو باق في عقول قلوب رفاقه وعائلته لا تريد من وراء تحريك الشكايات بإرادة افرادها دون تأثير يتوهمه البعض لاكتشاف الحقيقة المطلوب من الدولة مسارعة الزمن لكشفها حتى لا يتحول ملفه الى نموذج حي للإفلات من العقاب لقتله أيا كانت وظائفهم ونفودهم.
وزادت الصحيفة أن الدولة مطالبة بكشف حقيقة جريمة سياسية راح ضحيتها طالب هادئ ورزين غير ميال للعنف، سلاحه شحنات فكرية وايديولوجية تشبع بها واقلقت خصوما لم تتوفر لهم جرأة مقارعته فكريا، فحولوا جسده الهزيل الى مفرغ لعنف خامد في افئدتهم المنزوعة منها بذور الرحمة بعد عجزهم عن منازلة عقلهم.
وقالت اليومية إنه عار ان يذهب دمه هدرا دون تلمس طريق موصل لكل قتلته، الذين قدرهم رفيقه الخمار الحديوي الشاهد الوحيد بعد وفاة سائق سيارة اجرة صغيرة كان فيها، بأكثر من 20 طالبا ذكر اسماء بعظهم في شهادته التي لم يتزحزح عنها في نحو ثمانين مرة استمع فيها لشهادته في مختلف الملفات القضائية منذ 25 سنة.
مكتب قاضي التحقيق والقاعة 2 باستئنافية فاس شاهدان على محاكمات تاريخية في شيخ ملفات خاص بجريمة سياسية ينتظر الكل إضاءة وكشف خيوطها.
وحده عضو العدل والاحسان أدين على خلفياتها بعشر سنوات سجنا يقضيها في سجن راس الما، فيما نقض الحكم ببراءة أربع قياديين بالعدالة والتنمية.
اما عبد العالي حامي الدين، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الانسان وواحد من قادة البيجيدي فمطلوب للتحقيق يوم الاربعاء المقبل، بعد حفظ شكايتين ضده بمبرر "أسبقية البث" لإدانته قبل 25 سنة بسنتين حبسا، قبل ان يلجأ دفاع ايت الجيد الى اعمال فصول 292 و293و299 من القانون الجنائي المتعلقة بالقتل العمد.
وفي انتظار نتائج التحقيق ومال النقد، تصر عائلة الهالك ودفاعها المشكل من عدة محامين، على اللجوء الى كل وسائل لكشف حقيقة اغتيال بنعيسى ليس طمعا في اي تعويض مادي انما لتنام روحه هانئة، بكشف قاتليه المحتمي بعضهم بنفوذه...