العنصر في دور "الخيط البيض"

DR

في 28/06/2013 على الساعة 18:34, تحديث بتاريخ 29/06/2013 على الساعة 01:48

أقوال الصحفباعتباره أحد الأضلاع الرئيسية المكونة للتحالف الحكومة، كان لابد من جس نبض حزب الحركة الشعبية، لمعرفة رأيه فيما يحدث حاليا في الساحة السياسية المغربية، وموقف الحزب من أزمة الأغلبية، كل هذه التساؤلات أجاب عنها وزير الداخلية والأمين العام للحركة امحند العنصر في حوار قدمه للأخبار في عدد نهاية الأسبوع.

في البداية تحدث العنصر عن موقف حزبه من الأزمة الحكومية الحالية، وتحدث عن المنحى الذي أخذته الأمور بدءا من انتخاب حميد شباط أمينا عاما لحزب الاستقلال، مرور بالمذكرة التي قدمها حزب الميزان لرئاسة الحكومة ثم مطالبة شباط بالتعديل الحكومي، ليقول العنصر إن حزبه اتخذ "مسافة "يمكنها أن تبني جسرا لإعادة لتلاحم لمكونات الأغلبية وإعادة الجو المناسب للعمل المشترك. وواصل الوزير حديثه للأخبار متحدثا عن مساعيه في رأب الصدع بين حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية، حيث عبر أن الأمر عبارة عن سوء فهم أكثر ما هو خلاف عميق بين المكونين، بل ورحب بالتعديل الحكومي الذي اعتبره أمرا عاديا ممكن الحصول حتى في حال توافق الأغلبية.

وتحدث العنصر أيضا في الحوار ذاته، عن "تعثر العمل الحكومي" الذي رفض أن يوصف بهذا التوصيف، معتبرا أن المؤسسات تشتغل بصفة اعتيادية، موردا في هذا السياق قول بنكيران بأن هناك انسجاما في العمل الحكومي، وكل ما هنالك أن المكون الأساسي في الحكومة ليست له تجربة في ممارسة الشأن العام، وهو ما يعتبره المتحدث سببا في الوضع الحالي، وليس كما يقال "بسبب التماسيح والعفاريت". وعلى عكس تصريحات العنصر المتفائلة نسبيا بإمكانية حدوث الصلح، جاء ملف جريدة أخبار اليوم ليوم غد، ليتحدث عن اتجاه بنكيران وشباط نحو القطيعة، واعتبار صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار "جوكير المرحلة".

شرح ملف الجريدة، الوضع السياسي المغربي الراهن، واستشرف السيناريوهات المحتملة، التي تلخصت في استحالة تحالف الحكومة مع البام أو الاتحاد الاشتراكي، هذا في حال ما تحقق سيناريو خروج الاستقلال، بينما في حال ما قرر الحزب الاستمرار في الحكومة فإن التعديل الحكومي سيشمل حسب الجريدة وزارات الخارجية، والشبيبة والرياضة وثالثا إبعاد الوزير محمد الوفا عن وزارة التربية الوطنية، وهو الطرح نفسه الذي سارت فيه جريدة المساء في قراءتها للسيناريوهات المحتملة. أما يومية الخبر فنقلت تصريحا لحميد شباط يكشف فيه أنه رفض مقترحا سابقا لبنكيران يقضي بإجراء تعديل حكومي جزئي.

مساعي العنصر

بالعودة لخرجة امحند العنصر، فالرجل وعلى قلة ظهوره الإعلامي لم يأت بالجديد خلال حواره المطول مع الأخبار، بل يلاحظ فعلا أنه يريد أن ينأى بحزبه بعيدا عن دوامة الصراع القائم حاليا بين مكونات الأغلبية. هكذا إذن، اختار العنصر الحياد السلبي بخصوص الأزمة الحكومية، بل ذهب إلى الدرجة صفر من التفاعل حينما اعتبر أن كل ما في الأمر هو اختلاف وجهات النظر وليس هناك أزمة ولا تعثر للعمل الحكومي. أقوال العنصر تحمل في طياتها، موقفا لحزب لا يريد أن يحسب في أي خندق من الخندقين المتجاذبين، فلا هو تعاطف مع بنكيران كما فعل نبيل بنعبد الله، ولا هو اصطف إلى جانب شباط، بل إن تصريحاته تتناقض حتى مع المحسوبين عن حزبه، ونتذكر كيف عبر وزير الشبيبة والرياضة الحركي محمد أوزين عن سخطه تجاه الممارسة السياسية الحالية، ووصل به الأمر لطلب اعتذار من المغاربة.

وما يجعل تصريحات العنصر فاقدة للواقعية السياسية، هو ما جاء في باقي الصحف بدون استثناء، التي تجمع عن حدوث القطيعة بين شباط وبنكيران، وأن رغبة وزير الداخلية في رأب الصدع، ما هي إلا نية حسنة، غير معترف بها في قواعد اللعبة السياسية.

في 28/06/2013 على الساعة 18:34, تحديث بتاريخ 29/06/2013 على الساعة 01:48