وأشار هلال الى أن "الجزائر هي المسؤول الرئيسي عن إجهاض جهود السلام التي بذلت حتى الآن".
وذكر هلال في تدخل له أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن الجزائر تسببت في فشل الحل الافريقي من خلال خطيئة قبول كيان غير دولتي داخل منظمة الوحدة الافريقية سنة 1984.
وأشار هلال بأصابع الاتهام الى الجار الشرقي للمملكة الذي كان وراء فشل مخطط التسوية الأممي بإصراره على "إدماج مواطنين جزائريين ومن إفريقيا جنوب الصحراء في عملية تحديد الهوية التي أشرفت عليها الامم المتحدة في إطار التحضير للاستفتاء"، مؤكدا أن هذا الامر أدى الى تعطيل مخطط التسوية، وتأكيد عدم قابليته للتطبيق من قبل الامين العام للامم المتحدة، والتخلي عنه بشكل نهائي من قبل مجلس الأمن.
وأضاف هلال أن الجزائر عارضت كذلك، بشكل صريح، الاتفاق/ الإطار الذي اقترح سنة 2002 من قبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جيمس بيكر. وهو الاتفاق الإطار الذي قبله المغرب في حينه. مسجلا أن الجزائر سخرت "وسائل مالية ضخمة وقنواتها الدبلوماسية عبر العالم من أجل معارضة مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب الى مجلس الامن سنة 2007"، وتواصل " توجيه صنيعتها لمعارضة هذه المبادرة مفرغة بذلك المسلسل السياسي من معناه".
كما أشار هلال الى أن الجزائر التي تواصل الاعتراض على إحصاء ساكنة مخيمات تندوف،" خشية اكتشاف المجتمع الدولي لمزايداتها بعددهم الذي يتم تضخيمه بشكل كبير قصد الإيحاء بأن ما يدعى "شعبا"، يعيش في المخيمات، وهي التي لايقيم فيها حاليا سوى أقل 30 ألف شخص".
وقال هلال " لهذه الجزائر التي هي أصل هذا النزاع الاقليمي. لهذه الجزائر التي تحيك المناورات من خلف الستار. لهذه الجزائر التي تعرقل جهود الامم المتحدة لتسوية هذا النزاع. لهذه الجزائر المتفوقة في نسف كل المبادرات الخيرة في العلاقات مع المغرب. لهذه الجزائر التي تغلق حدودها مع المغرب منذ ربع قرن ضدا على أبسط قواعد حسن الجوار. لهذه الجزائر التي تجمد عمل اتحاد المغرب العربي بسبب نزاع حول الصحراء، مصادرة بذلك الاندماج الاقليمي المنشود. لهذه الجزائر التي شنت حملة شعواء، لكن دون جدوى، لمناهضة عودة المغرب الى أسرته الافريقية، لهذه الجزائر نقول، إن تسوية قضية الصحراء ستكون مع الجزائر أو لن تكون أبدا. لهذه الجزائر، نقول إنه يتعين عليها أن تتحمل كامل مسؤوليتها في هذا النزاع، والجلوس الى طاولة المفاوضات من أجل تسويته بشكل نهائي".
وأضاف هلال أنه باقتراب استئناف المسلسل السياسي مع الجولة الاقليمية التي سيقوم بها الأسبوع المقبل المبعوث الشخصي الجديد هورست كوهلر، الذي يجدد المغرب دعمه وتعاونه الكامل معه، "نقول إن نجاح هذا المسلسل السياسي يمر بالضرورة عبر الانخراط الكامل والتام للجزائر".
وخلص هلال الى أن هذه القناعة "ليست قناعة المغرب لوحده. فلقد أكدها في السابق العديد من المبعوثين الخاصين للأمين العام الى الصحراء، والذين خلصوا الى أن حل هذه القضية لا يوجد بتاتا في تندوف مع "البوليساريو" ولكن في الجزائر، ومع الجزائر وحدها".