وقالت جريدة أخبار اليوم الصادرة غدا الأربعاء، "إن عبد الله بوانو صنف في خروج جريئ الملك ضمن دينامية الإصلاح، في مواجهة دينامية أخرى هي دينامية "الجمود والتبرير""، كما قدم المتحدث في مننتدى لاماب حزب العدالة والتنمية كحليف قوي للملك في هذه الدينامية، موضحا أن "مغرب ما بعد الاستقلال شهد صراعا بين ديناميتين، واحدة تريد الإصلاح لكنها تطعن في شرعية النظام فلم تحقق شيئا، وأخرى عاشت في كنف المؤسسة الملكية لكنها سقطت في "التحكم”".
وتضيف اليومية أن بوانو كشف أن "الملك أمام دينامية جديدة تريد الإصلاح لكن بشراكة مع الملكية "وهذا هو الجديد، في مقابل الجمود والتبرير اللذين يوجدان حتى داخل المؤسسة الملكية".
أما جريدة المساء فكتبت أن بوانو اتهم جهات داخل المحيط الملكي بمحاولة امتصاص الإصلاح، قائلا "لا بد أن نقر أن مشاريع إصلاحية مثل هيئة الإنصاف والمصالحة وجبر ضرر سنوات الرصاص والعمل على التطبيع مع ثقافة حقوق الإنسان ومدونة الأسرة لم تلق دائما القبول من الجهات المؤثرة في قرارات المؤسسة الملكية والمحيطين والمستفيدين من الجوانب التقليدانية فيها".
أما يومية الخبر، فكتبت عن انتقاد بوانو بطء الأمانة العامة للحكومة في مراجعة القوانين قبل تقديمها للحكومة من أجل المصادقة عليها، مشبها تأخيرها في إخراج مشاريع ومقترحات القوانين وعملها ب"تفوار كسكسو" أكثر من اللازم.
وتضيف اليومية أن المتحدث شدد على أن عددا كبيرا من القوانين سواء تقدمت بها الحكومة أو البرلمان ما تزال تراوح مكانها داخل تلك المؤسسة، منذ أشهر دون أن يعرف مصيرها.
رزانة سياسية
قد نقرأ بين ثنايا حضور بوانو إلى منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء جملة من الأمور، أولها تلبيته لدعوتها، بعد مرحلة جفاء، كانت وراءها جملة من المؤشرات كالمقال الذي نشرته الوكالة تتحدث فيه عن شعبوية قادة العدالة والتنمية كأسلوب جديد في السياسة، وهو ما اعتبر وقتها "جرأة غير مسبوقة" لوكالة الأنباء الرسمية.
من جهة ثانية، توقع الجميع أن يطغى موضوع حميد شباط على المنتدى، لكن هذا الأمر لم يحدث، وهو ما يعني أن قيادة الحزب التجأت إلى سياسية عدم الرد على شباط في انتظار ما ستفضي إليه الأمور.
هذين المؤشرين، يعكسان بشكل صريح النهج الذي بات يسير عليه العدالة والتنمية في التعامل إعلاميا مع قضايا الساعة، وهو ما يشي بتغيير السياسية الاندفاعية التي التصقت بقادة الحزب في الشهور الأولى من الحكم، نحو سياسة أكثر رزانة، مع استثناء النائب عبد العزيز أفتاتي الذي لا يزال يقود غاراته في كل الجبهات.