وأوردت يومية "المساء" في عددها لنهاية الأسبوع، أن هذا القرار يأتي بعد تحذير صريح من الوزير المذكور، دعا من خلاله كل من يلمس في نفسه عدم القدرة على إنجاز هذه المهمة بالإنسحاب، قبل العصف به من خلال قرارات تأديبية شرعت في حصد أولى الضحايا رغم غياب الإعتمادات المالية الضرورية لذلك.
وورطت تعليمات حصاد بعض مسؤولي التعليم في عملية إستجداء وتسول رسمية من خلال مراسلات أصدرتها عدد من المدراء الإقليميين تحث مديري المؤسسات التعليمية على طرق كافة الأبواب المتاحة للحصول على كميات من الصباغة من أجل طلاء واجهات وأسوار المؤسسات التعليمية، وسط استياء عارم في سعي حصاد لتحقيق إنجازات لتبييض صورته من خلال فرض "السخرة" على مسؤولي التعليم الصغار.
وأضافت الجريدة إلى أن تعليمات حصاد تعامت عن الإكراه المالي، فرضت على المجالس المنتخبة والسلطات المحلية والإنعاش الوطني، اللجوء إلى كافة الموارد المالية التي يمكن الوصول إليها، بما في ذلك الإعتمادات المالية المتوفرة بحسابات جمعية دعم مدرسة النجاح، والجمعية الرياضية، وجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ وجمعية التعاون المدرسي والقطاع الخاص من أجل توفير السيولة الكافية لأشغال التجهيز والصيانة والإصلاح، والصباغة والترميم واستكمال البناء.
وتسببت هذه المراسلات، تقول الجريدة، في إثارة غضب عدد من مدراء المؤسسات التعليمية وجمعيات آباء وأمهات التلاميذ، وعدد كبير من المنتخبين ورؤساء الجماعات، وذلك بسبب صيغتها الآمرة التي تتضمن دعوة ربط الإتصال برؤساء المقاطعات والجماعات الحضرية والقروية من أجل الحصول على كميات من الصباغة بعد تحرير طلب في الموضوع، لصباغة وتأهيل فضاءات المؤسسات التعليمية العمومية.
من جهتهم رفض بعض من رؤساء الجماعات الطلبات التي توصلوا بها في هذا الشأن، معللين ذلك بالميزانية الضخمة التي تتوفر عليها وزارة التربية الوطنية، والطريقة السلطوية التي سعت لفرضها في التعامل معهم، من خلال تسخير رؤساء جمعيات الآباء والتلاميذ، ومسؤولين صغار مغلوبين على أمرهم بفعل لغة التهديد التي جاء بها حصاد من وزارة الداخلية، رغم تعهده السابق بالتخلي عن سياسة الترهيب في التعاطي مع مشاكل القطاع.