ونقلت يومية "الصباح" في عددها لنهاية الأسبوع أن الوزراء تناولوا بالنقاش لمدة طويلة في مجلسهم الحكومي المنعقد أمس الخميس بالرباط، موضوع تعاطي المخدرات من قبل التلاميذ والتلميذات، وبروز فضاءات مساعدة على تعلم التدخين في سن 13 سنة، ما أدى الى ارتفاع نسبة الهدر المدرسي.
واكدت المصادر ان محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، قدم شروحات بشأن هذا الموضوع، بحكم انه لاحق شبكات ترويج المخدرات في محيط المدارس، لما كان وزيرا للداخلية في الحكومة السابقة، اذ اعلنت مديرية الاوبئة ومحاربة الامراض المعدية سقوط أكثر من نصف مليون مغربي ضحية الادمان على تناول المخدرات بمختلف انواعها بشكل يومي، والتي تنتشر بين صفوف الشباب الذين تتراوح اعمارهم ما بين 18 و28 سنة بنسبة 70% وتمس أيضا من هم دون سن 15 عاما، كما ارتفعت نسبة التدخين بين الاطفال المتمدرسين الى نصف مليون طفل.
وقال مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة في معرض جوابه عن اسئلة "الصباح" في ندوة صحفية نظمها بعد انتهاء اشغال المجلس الحكومة، إن الحكومة بصدد وضع خطة تكميلية لمحاربة المخدرات والقرقوبي وباقي الانواع المنتشرة في المحيط المدرسي، لان ذلك يشمل خطرا على صحة الاطفال وهيأة التدريس ويساهم في انتشار الجرائم.
وبخصوص الفضيحة السياسية التي كشف عنها ادريس جطو، الرئيس الاول للمجلس الاعلى للحسابات بخصوص حرمان 860 الف تلميذ فقير من منحة برنامج "تيسير" دون سبب موضوعي، رغم هزالة الدعم الذي يتراوح بين 60 و140 درهما طيلة 2015 و2016، قال الخلفي ان الحكومة رصدت الأموال الخاصة بهذا الموضوع، وستطبق توصيات جطو الذي انتقد تأخر تسليم لوازم الدراسة وعدم توفر 566 اعدادية بالوسط القروي على داخليات وهزالة الدعم المخصص للتغذية الذي يتعدى 1.40 درهم لكل تلميذ، كما لا توجد اماكن مخصصة لاطعام في 7023 مؤسسة تعليمية.
واكد الخلفي نقلا عن حصاد الذي قدم عرضا في المجلس الحكومي، انه يهدف الى تعميم التعليم الاولى على جميع الاطفال البالغين 4 سنوات من العمر على مدى 10 سنوات، وتقليص الاكتظاظ داخل القسم الى 30 تلميذا والمراجعة الشاملة للكتاب المدرسي.
وانتصر حصاد للفرنسية، وانهى الجدل الذي خاضه العدالة والتنمية على عهد عبد الاله بنكيران، فتقرر ادراج اللغة الفرنسية بالسنة الاولى ابتدائي بمنهجية التعليم الشفوي، وتطوير تدريسها وتعميم المقاربة العملياتية بالمستويات الاولى والثامية والثالثة ثانوي اعدادية، وتطوير المكتسبات اللغوية من خلال ادراج المصطلحات باللغة الفرنسية في مواد الرياضات والعلوم الحياة والارض، اذ عانى ازيد من مليوني تلميذ من تغيير توجههم من الشعب العلمية الى الادبية او الحقوق بالعربية، لانهم لم يتقنوا الفرنسية لمتابعة الدراسة في المعاهد العليا وفي التخصصات التقنية والعلمية والاقتصادية والمالية، وتوسيع العرض بالمسالك الدولية على مدى ثلاث سنوات ليشمل 50 في المئة من تلاميذ جميع الثانويات التأهيلية، وادماج تدريس اللغة الانجليزية بصفة تدريجية لتشمل جميع المستويات وتعزيز المهارات القرائية باللغة العربية على مدى ثلاث سنوات.