وأضاف بوريطة ،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب اختتام فعاليات الدورة السادسة للجنة المختلطة المغربية - الروسية للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني التي احتضنت أشغالها موسكو على مدى ثلاثة أيام ،أن المباحثات التي أجراها أمس الخميس مع نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش أظهرت الاهتمام الكبير للجانب الروسي بتطوير العلاقات الثنائية وإعطائها مضمونا ملموسا ،والرغبة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين البلدين ،وتطبيق ما تم توقيعه أو الاتفاق بشأنه خلال زيارة صاجب الجلالة الملك محمد السادس المتميزة لروسيا في مارس 2016.
ومن جهة أخرى، نوه بوريطة بالمستوى الذي بلغه التعاون البيني في قطاعات حيوية تخص مجال صادرات المنتوجات الفلاحية والبحرية والمواد الطاقية ، كالطماطم والحوامض والسمك والنفط والغاز ،ما جعل المغرب اليوم ثاني شريك لروسيا على الصعيدين العربي والإفريقي، ومساهمة المغرب في تلبية حاجيات روسيا العامة من الطماطم بنحو 35 في المائة ، و 20 في المائة من حاجياتها من الأسماك، كما تؤمن روسيا نحو 15 من حاجيات المغرب من مادة الغاز.
وفي هذا الصدد، أبرز الوزير ضرورة النهوض بقطاعات التعاون هاته وإعطائها شكلا ونفسا جديدا عبر إزالة بعض العراقيل الموجودة ،وإنشاء منصات غازية تمكن من توريد الغاز الروسي من المغرب نحو مناطق اخرى، وإحداث شركات مشتركة في مجال الصيد ،لتجنب المشاكل المتعلقة بتحديد الحصص (الكوطا).
وفي السياق ذاته، أكد بوريطة على ضرورة الانفتاح على مجالات جديدة للتعاون بحكم التجربة التي أضحى يمتلكها المغرب في مجال الطاقات المتجددة وفي صناعة السيارات والطائرات وغيرها ،ما يجعل المغرب حاليا نقطة انطلاق للقارة الافريقية والعالم العربي، بغية الاستفادة من هذه العوامل في استقطاب الاستثمارات الروسية في عدة مجالات واعدة ،كالسياحة وصناعة الأدوية ،والقيام باستثمارات مشتركة.
وأضاف بوريطة أن المغرب يسعى " إلى تغيير شكل الشراكة بالتوجه أكثر نحو الاستثمار وتطوير قطاعات الشراكة بإيلاء الأهمية للقطاعات ذات القيمة المضافة العالية كالصناعة والتكنولوجيا، والعمل على استقطاب شركاء وفاعلين جدد".
وأبرز الوزير أن "المغرب يمكن أن يشكل بوابة لروسيا نحو إفريقيا ويتيح فتح آفاق جديدة أمامها بالتوجه معا نحو فضاءات اقتصادية أخرى"، وذلك بالنظر إلى الحضور الوازن للمغرب بالقارة الإفريقية باعتباره أول مستثمر في منطقة غرب إفريقيا وثاني أكبر مستثمر في القارة الإفريقية برمتها، وكذا اعتبارا للمصداقية التي يحظى بها لدى بلدان القارة ،والحضور القوي والوازن للشركات والأبناك المغربية في العديد من البلدان الإفريقية.