اسمه سفيان ميموني ووظيفته مدير عام بوزارة الشؤون الخارجية بالجزائر، أي أنه الرجل الثالث في هذه الوزارة، بعد الوزير والكاتب العام، ورغم ذلك لم يتردد في الهجوم على ديبلوماسي مغربي اليوم بسانت لوسي بالكراييب، بحسب ما علم Le360 من مصادر عليمة. أما ضحية وحشية المسؤول الجزائري فليس شخصا آخر غير المغربي محمد علي الخمليشي الذي يشغل منصب نائب سفير المغرب بسانت لوسي، والذي نقل إلى المستشفى، بعد ما وضعت شكاية ضد التصرف الأرعن للديبلوماسي الجزائري.
ما الذي جعل الرجل الثالث في وزارة لعمامرة يلجآ إلى هذا السلوك؟ ويتناسى الاعراف الديبلوماسيى ويتصرف كالمجنون في حق محمد الخمليشي، وأمام من؟ أمام أنظار أعضاء لجنة أممية. هو ببساطة الفشل الديبلوماسي الذريع الذي تمنى بع الديبلوماسية الجزائرية.
وبالعودة إلى تفاصيل ما حدث، فالامر يتعلق باجتماع لأعضاء لجنة خاصة لتصفية الاستعمار، وككل سنة، يحل ممثل للبوليساريو بجواز سفر جزائري وبتمويل من الخارجية الجزائرية، ليتحدث أمام أعضاء اللجنة كـ"مممثل لساكنة الصحراء الغربية"، في حين أن لهذه الساكنة ممثلون منتخبون، اختيروا من أجل تمثيلهم، وذلك ما كان، فقد حل ممثلون عن العيون والداخلة لاجتماع الكراييب، "ولأول مرة، تحدثت ثمان دول من أجل منحهم مقاعد بهذه اللجنة، والاستماع لهم كممثلين للساكنة الصحراوية" يفسر المصدر.
أمام هذا المستجد، لم يكن من المدعو سفيان ميموني سوى أن فقد أعصابه ويتوجه صوب نائب سفير المغرب هناك، لمهاجمته والاعتداء عليه، لينضاف ما حدث إلى سلسلة الإخفاقات التي سجلتها الديبلوماسية الجزائرية، منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي مرورا بآخر قرار لمجلس الأمن الذي دفن إلى الابد خيار الاستفتاء بالصحراء.. لم يكن يخفى على أحد هذا الوضع الكارثي لديبلوماسية الجار، إلى أن أعطى المدير العام لوزارة الخارجية هناك الدليل للحضيض الذي وصلته.
هذا الاعتداء الشنيع يفسر إلى أي مدى تتورط الجزائر بشكل مباشر في النزاع الصحراوي، لتؤكد ما جاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي أشار إلى دور الجزائر كفاعل اساسي في هذا النزاع، وتفضح تلك الشعارات الفضفاضة التي تختبئ خلفها الجزائر لحجب تورطها في النزاع، وما إرسالها للرجل الثالث في وزارتها لاجتماع يفترض أنه لا يعنيها سوى دليل لكون الجار الشرقي سقط في فخ نصبه لنفسه أمام المنتظم الدولي.