بلغ الذعر مستويات قياسية بالجبهة، أمس الأربعاء، وجه أحمد بوخاري سهام نقده ضد فرنسا ودورها في صياغة قرار أممي يطالب البوليساريو وعناصرها المسلحة بالانسحاب الفوري واللامشروط من منطقة الكركرات، دون أن تكون له الجرأة في ذكر إسم واشنطن باعتبارها مصدر صياغة مشروع القرار، واليوم الخميس جاء دور امحمد خداد منسق البوليساريو لدى بعثة المينورسو، ليواصل ما بدأه زميله، متهما هذه المرة أنطونيو غوتيريس الامين العام للأمم المتحدة باعتباره "يريد تغيير طبيعة النزاع بالصحراء الغربية".
وجاء في اتهام خداد "أن كل الكلام الذي قيل، لن يفيدنا في شيء، بل يهدف إلى تغيير طبيعة النزاع بالمنطقة، بإيعاز من الأمين العام للأمم المتحدة، لصالح المغرب".
وعلق امحمد خداد على تقرير أنطونيو غوتيريس حول الصحراء الغربية، الذي وزع على الأعضاء الخمسة عشر المكونين لنجلس الأمن في 10 أبريل الماضي. في هذا التقرير دعا الأمين العام الاممي إلى إعادة تعريف مفهوم "تقرير المصير" وكونه يحتمل تأويلات أخرى، غير التي تتبناها الجزائر والبوليساريو، اللتان تصران على ربط المفهوم بالاستفتاء والانفصال. فيما يرى مجلس الامن أن المقترح المغربي بشأن الحكم الذاتي "ذو مصداقية" و "جدي"، كما أبدى غوتيريس رغبته في الدفع بمسار المفاوضات، بعد تجميد مفاوضات منهاست منذ 2012، وهو ما لم يرق لممثل البوليساريو الذي رأى التقرير "منحازا".
ما من مشك أن أنكونيو غوتيريس حامل لمقاربة جريئة، ووضع أصبعه على الجرح، ما دفع بممثلي الجبهة الانفصالية إلى التباكي وتوزيع الاتهامات تارة ضد فرنسا وتارة ضد الامين العام الاممي نفسه، ما يعكس إلى أي درجة تخيم موجة من الذعر بالمعسكر الانفصالي، قبل التصويت على القرار الأممي.