جاء هذا الموقف من خلال ما يسمى "وكالة الأنباء الصحراوية"، التي ليست سوى واجهة أخرى لوكالة الانباء الجزائرية، بعد تسعة أيام من صدور التقرير الأممي.
واعتبرت الجبهة الانفصالية أن "موقف غوتيريس الجديد حول قضية الصحراء لا يمكن أن يغير من مفهوم تقرير المصير".
وبدعوته في تقريره إلى التفكير في طبيعة وشكل تقرير المصير، يكون الأمين العام قد وضع أصبعه على نقطة مهمة في حل النزاع حول الصحراء، فغوتيريس أشار إلى أن مفهوم تقرير المصير يحمل خيارات أخرى غير الاستفتاء المؤدي إلى الاستقلال، كما تروج له البوليساريو وولية نعمتها الجزائر.
وإذا كان تعريف غوتيريس الموسع لمفهوم تقرير المصير حاملا معه خيارات واقعية، فإن ممثل البوليساريو بالأمم المتحدة أحمد بوخاري يرى أن الأمر " لا يغير في الوضع القانوني لقضية تصفية الاستعمار".
صرخة بوخاري، التي تعود بنا لأيام الحرب الباردة ولا تمت بصلة للواقع التاريخي للصحراء، حاءت مناقضة لدعوة أنطونيو غوتيريس الذي أراد تغيير قواعد اللعبة التي ميعتها استفزازت البوليساريو طيلة 40 سنة، ومن بيا إصرار الجبهة ومحتضنتها على استعمال بعض المصطلحات من قبيل "تصفية الاستعمار" و "آخر مستعمرة في إفريقيا".
ورأت البوليساريو من خلال ممثلها أن " التقرير به حذر مبالغ فيه، وهو ما لا نشاطره. استخدام توصيفات أخرى من شأنها أو يمكن أن تتضمن تهجماً على شخص الأمين العام هي ممارسات معهودة أكثر للمغرب، وقد رأينا ذلك مع السيد بان كي مون، ليس هذا أسلوبنا ولا أسلوب أي أحد يدرك أن الحقيقة إلى جانبه، أما فيما يتعلق بضغوط على الأمين العام، لدينا إثبات بأنه تمت ممارسة ضغوط ومحاولات فرض شروط على الأمين العام، مثل الإلحاح على استقالة السيد كريستوفر روس، التقرير نفسه يقول ذلك".
ولا شك أن الضجة التي خلفها التقرير في الجزائر وتندوف ليست سوى ترجمة لإلمام غوتيريس بالملف أكثر من سابقيه، إذ كان على رأسيا مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، والأكيد أن لن ينصاع لضغوطات الجزائر ودميتها البوليساريو.