استهلت الجلسة، بتدخل من رئيس المجلس محمد الشيخ بيد الله ذكر من خلاله التقسيم الزمني للفرق المتدخلة في الجلسة، عقبها طرح أسئلة فريقي الأصالة والمعاصرة والاستقلال بمجلس المستشارين.ولأول مرة منذ بدء عقد جلسات المساءلة، ظهر بنكيران في مداخلته الأولى وفيا لورقته، وتخلى عن عادته في الارتجال واللجوء إلى القاموس الدارجي، وعوض ذلك، تحدث بلغة فصحى غارقة في الأرقام والإحصائيات.
لكن وبمجرد فتح لائحة الأسئلة من جديد، عاد الطبع ليغلب التطبع، ليعود بنكيران لعادته في الخطابة، بلجوءه إلى الارتجال المنظم، واختياره لكلمات دارجة بعناية.
واصل بنكيران مداخلته، إلى أن بدا يخرج تدريجيا عن الموضوع المخصص للجلسة، ليعود لخطابه الذي يكرره في كل المنابر، عن مرحلة ما بعد 20 فبراير، وما لحقه من تغييرات في الساحة السياسية المغربية من خطاب 9 مارس ودستور فاتح يوليوز.هذا الانحراف عن الموضوع، جعل بعض مستشاري الأصالة والمعاصرة يحتجون ويقاطعون رئيس الحكومة، إلا أن الأخير أصر على المواصلة معتبرا أن رئيس الجلسة وحده من يستطيع مقاطعته.
وكانت فرق المعارضة في مجلس المستشارين، قد هددت في وقت سابق بمقاطعة بنكيران في كلمته، إذا ما خرج عن الموضوع وحول المناسبة إلى ترويج لحزبه كأنه في حملة انتخابية، إلا أن الجلسة شهدت على العموم ما يشبه "الهدنة المؤقتة" بين الحكومة والمعارضة، باستثناء حادث عرض عبد الحكيم بنشماس لصورة نجل الوزير الحبيب الشوباني في تركيا، تنفيذا لتحدي جمعه ببنكيران.كما سجل في هذه الجلسة، عودة بنكيران لخطاب نسب المسؤولية للمجهول، وتحدث مجددا عن "العفاريت من أصحابا لنفوذ الذين يستغلون الملك الغابوي دون أن تتم محاسبتهم".