إنه ملك لا يستريح، فبعد رحلاته الماراتونية التي استغرقت عدة أشهر بإفريقيا توجت بعودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي، والتي تلتها أنشطة ملكية مكثفة بالمغرب كان آخرها تعيين وزراء حكومة العثماني وتنصيب أعضاء المحكمة الدستورية وكذا المجلس الأعلى للقضاء، توجه الملك محمد السادس، يوم الجمعة 7 أبريل 2017، في زيارة خاصة إلى كوبا، مرفوقا بالأميرة لالة سلمى وولي العهد الأمير مولاي الحسن والأميرة الصغيرة لالة خديجة.
© Copyright : DR اختيار الملك قضاء عطلته الخاصة في بلد يعتبر واحدا من معاقل البوليساريو في أمريكا اللاتينية، فاجأ قادة الجبهة الانفصالية وداعمتها الجزائر، حيث كتب موقع إخباري جزائري يقول: "محمد السادس يقضي العطلة عند العدو". لكن تنبغي رؤية الترحيب الحار الذي حظي به محمد السادس من قبل هذا الشعب "العدو"، لمعرفة أن انقسامات الأمس لم تعد تعمل اليوم.
"يخصص الشعب الكوبي استقبالا حافلا للملك محمد السادس، أينما ذهب، والناس هنا تتسابق للحصول على صورة تذكارية معه أو مصافحته"، يكشف أحد الشهود لـle360، الذي يضيف معبرا عن دهشته: "كنا نعتقد أن مثل هذه الحفاوة تحدث فقط في المغرب أو في بلد أجنبي به مغاربة، ولكن ترحيب الكوبيين بالملك حار بشكل لا يصدق!".
هذا ليس كل شيء، فخلال إقامته فى كوبا، "عقد محمد السادس اجتماعات دبلوماسية مع كبار المسؤولين الكوبيين"، بحسب ما علم le360 من مصادر موثوقة. ولذلك فمن المفهوم أن الملك لم يختر قضاء عطلته في كوبا ليستريح، بل ليقضي مصالح الدولة.
© Copyright : DR
وتعد كوبا معقلا لقادة جبهة البوليساريو، والقاعدة الأكثر نشاطا في أمريكا الجنوبية، بها يدرس قادة الجبهة الانفصالية وفيها يتلقون تداريبهم المسلحة. غير أن الدبلوماسية الهادئة المعهودة لدى شخصية الملك محمد السادس، دفعت بعدد من الدول الإفريقية إلى إعادة النظر في موقفها المعادي لوحدة المغرب وفهم أفضل لملف النزاع حول الصحراء، الذي افتعله الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين.
وعلى نفس النهج الذي سلكه الملك من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية بين المغرب وبلدان إفريقيا الوسطى والشرقية، سافر محمد السادس إلى كوبا، على أمل إضفاء ديناميكية جديدة في العلاقات المغربية-الكوبية. إن روح المبادرة للملك لاتعير أي اهتمام لأعداء الوحدة الترابية للمملكة.