عادة ما تستغل المواقع الانفصالية صدور أي تقرير أممي حول الصحراء من أجل تحويره لصالها، لكن هذه المرة، بلعت المواقع ألسنها ولم تقدم أي تعليق حول تقرير الامين العام للأمم المتحدى، علما أن هذه المواقع كانت أول من نشر قبل أسبوع، مسودة تقرير أنجز لوبي أمريكي (SCR)، تقرير معاد للمغرب نسب خطأ للأمين العام للأمم المتحدة.
ما الذي حدث إذن حتى طغى هذا الصمت الرهيب على المواقع الانفصالية، هل هو مفعول الأمين العام الجديد أنطونيو غوتيريس؟ خلف هذا الصمت المريب لا محالة "تأخر" للتعليمات الجزائرية من أجل الاتفاق على الرد.
هذا الصمت يوازيه أيضا صمت آخر على المستوى الجزائري، بعضهم اكتفى بنتقائية على متسوى التقرير، كما فعلت وكالة الأنباء الجزائرية، والتي يبدو أنها أول من تلقى إشارات رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري، فكانت النتيجة هي جمل مثل: أن المغرب رفض استقبال كريستوفر روس، فلم تجد وكالة الأنباء الجزائرية أكثر أهمية من التذكير بسفير أمريكا السابق بالجزائر، وكيف رفضت الرباط قطعا استقبال روس على أرضها.
وبعيدا عن غضب الرباط من كريستوفر روس، الذي أغلق قوسه منذ 30 مارس الماضي، بعد ولاية دامت 8 سنوات، لم تتحدث وكالة الأنباء الجزائرية بأي شكل من الأشكال عن أزمة الكركرات، متناسية طلب مجلس الأمن للبوليساريو الانسحاب الفوري واللا مشروط من المنطقة العازلة بالكركرات، ولماذا أغفلت الوكالة مسؤولية الجزائر كطرف في النزاع، وهي التي ورد اسمها في التقرير من أجل مساهمتها في إيجاد حل دائم ومقبول من الطرفين لهذا النزاع الذي يستمر منذ 4 عقود.