وأكد أحمد بوكوس، عميد المعهد في كلمته خلال افتتاح هذا اللقاء العلمي، أن يوم 10 فبراير من كل سنة يعتبر "مناسبة نعتز بها ويوما مشهودا شكل منعطفا هاما في مسار اللغة الأمازيغية، وبداية لتأسيس مرحلة جديدة قائمة على استراتيجية متميزة تجمع بين التهيئة اللغوية والمعيرة والتنميط والكفاية البيداغوجية والإدراج في وسائل التكنولوجيا الحديثة"، من أجل ملاءمة تيفيناغ مع وظائفه الرسمية الجديدة، باعتبار الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.
وأوضح بوكوس أن كتابة هذه اللغة بحرفها الأصلي "كان مجرد حلم، أما اليوم فقد أصبح معطى أساسيا لواقع ملموس في الإعلام، والمدرسة، والإنتاج الأدبي والفني، والفضاء العمومي بصفة عامة"، مشيرا إلى أن حرف تيفيناغ يتجلى بوضوح في مختلف مكونات الحضارة والثقافة المغربيتين، والذي يستمد شرعيته التاريخية من معطيات دراسية وأبحاث أكاديمية.
وفي سياق متصل، استعرض المتدخلون في الندوة التي شارك فيها ثلة من الباحثين في ميادين التربية، والإعلام، والفن التشكيلي، وعلم الآثار، التطور التاريخي لحرف تيفيناغ، وكذا النهوض به من خلال المجهودات التي يقوم بها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في هذا الصدد.
وهكذا شدد المتدخلون على أن الحرف المعتمد في كتابة الأمازيغية، يعتبر "الأنسب" لكتابتها من الناحية البيداغوجية والديداكتيكية لما يقدمه من خصوصيات قل نظيرها في أبجديات أخرى، كما أنه من "أسهل الحروف التي يمكن تعلمها".
وأوضحوا أن من مميزات تيفيناغ أيضا سهولة رسم حروفه، حيث لا رموز إضافية ولا حروف مركبة، إذ أن كل صوت يقابله حرف، وكل ما ينطق يكتب مما يسهل أنشطة القراءة والكتابة. بالمقابل، أشاروا إلى بعض الإكراهات التي تعترض المتعلم منها كون الكلمات بتيفيناغ تكتب حروفها مستقلة عن بعضها البعض، مما يطرح بعض الصعوبة في احترام وتحديد قواعد البياض الفاصل بين الكلمات والجمل.
وقد تضمن برنامج هذا اللقاء على الخصوص تقديم عدة عروض تمحورت حول "اطلال اثرية على النقوش الصخرية الأمازيغية" و"قرائية وكتابة تيفيناغ في المدرسة المغربية"، و"تيفيناغ في الفضاء العمومي"، و"تيفيناغ والفنون التشكيلية".