لماذا النساء أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية الخطيرة؟

مركز إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي

في 08/03/2023 على الساعة 22:45, تحديث بتاريخ 08/03/2023 على الساعة 22:45

تعتبر المرأة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، خاصة تلك المتعلقة بالقلق والاكتئاب، حسب الخبراء، وذلك لكون الصحة النفسية عند النساء ترتكز على مجموعة من العوامل، وراثية، جينية، هرمونية واجتماعية.

ولتسليط الضوء على خطورة الأمراض النفسية الخطيرة التي تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بها، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يخلده العالم في الثامن من مارس كل سنة، نظمت عصبة الصحة النفسية المنتدى الرابع لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، تحت شعار: «المرأة والصحة النفسية».

رسومات نزلاء مركز إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي

وفتح مركز التأهيل النفسي والاجتماعي، التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، (فتح) أبوابه صبيحة اليوم الأربعاء 8 مارس، بالمجان في وجه النساء اللواتي يعانين من أمراض نفسية، أو الملازمات للمرضى النفسيين، وذلك بغية تقديم استشارات وفحوصات طبية مجانية لهن وتحسيسهن بدور وأهمية الصحة النفسية.

أطر مركز التأهيل النفسي و الإجتماعي

وقالت سلمى الراوي، طبيبة نفسية بمركز إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، «إننا نظمنا هذا اليوم للمرأة، سواء التي تعاني من أمراض نفسية أو التي تتكفل برعاية شخص مصاب، وذلك للفت الانتباه لهذه الفئة من النساء والتخفيف من الضغوطات التي يواجهونها يوميا».

وأضافت الأخصائية، في تصريح لـLe360: «النساء أكثر عرضة للاصابة بالاكتئاب بنسبة 1.5 حتى 3 مرات أكثر من الرجال لأن هناك هشاشة من ناحية الجينات وطبيعة الهرمونات إلى جانب الظروف الاجتماعية».

ومن جانبها، أفادت الدكتورة نادية عطوش، أستاذة مساعدة في الطب النفسي بالمركز النفسي الجامعي ابن رشد، أن الاكتئاب اضطراب نفسي شائع، وهو أحد الأمراض التي تحظى بالأولوية في برنامج منظمة الصحة العالمية الخاص بسد الفجوات في مجال الصحة النفسية، إذ تشير التقديرات إلى أن 5.0% من البالغين في العالم يعانون من الاكتئاب أكثرهم نساءً.

الفرق بين الحزن و الاكتئاب

وأوضحت الدكتورة، في تصريح لـLe360، أنه في أغلب الأحيان يكون هناك خلط بين الحزن والتعرض للقلق والضغوطات النفسية ونوبات الاكتئاب، «هناك مجموعة من الأعراض تشير إلى الإصابة بالاكتئاب كالشعور باليأس والحزن، اضطراب النوم، فقدان الرغبة والاهتمام بالأشطة السابقة، التعب والارهاق، تغيرات في الشهية، ضعف التركيز، العصبية، ضعف تقدير الذات والأفكار الانتحارية».

محاضرة حول الإكتئاب لدى النساء  بمركز إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي (الأستاذة نادية عطوش)

ولكي نميز بين الحزن والاكتئاب، تضيف المتحدثة، «يجب أن تستمر هذه الأعراض على الأقل لمدة أسبوعين وتكون لها انعكاسات على نمط حياة الانسان وفعاليته، سواء داخل الوسط الأسري، في العمل أو المدرسة. فخلال نوبة الاكتئاب، يواجه الشخص صعوبة كبيرة في العلاقات الشخصية والأسرية والاجتماعية والتعليمية والمهنية أو في غير ذلك من مجالات الأداء الهامة».

ومن أعراض الاكتئاب، تضيف المتحدثة، أن يشعر المريض بالندم على مواقف مرت في حياته، أو أن يشعر بالذنب كأنه ارتكب ذنوبا لا تغتفر.

محاضرة حول الإكتئاب لدى النساء  بمركز إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي

ماهي العوامل المساهمة في الاكتئاب

حسب نادية عطوش لا توجد أسباب مباشرة للاكتئاب، لكن هناك عدة عوامل مثل التفاعل بين العوامل الاجتماعية كمحيط الشخص والنفسية كعلاقة الشخص بوالديه وطريقة تكوين شخصيته، والبيولوجية التي لها علاقة بالوراثة، تنضاف إليها أزمات الحياة كفقدان العمل والبطالة والتعرض للصدمات كفقدان شخص عزيز وغيرها من المواقف التي يمكن أن توقع الشخص في قبضة الاكتئاب، مشددة على أن الأشخاص الذين عاشوا تجارب سلبية في حياتهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.

التشخيص والعلاج

تختلف طرق علاج الاكتئاب من شخص لآخر، فحسب الأخصائية النفسية سلمى الراوي يتم تحديد العلاج حسب حدة المرض، فمثلا «في الحالات الخفيفة يمكن أن نعطي للمريض أو المريضة الاختيار بين الدواء أوالعلاج المعرفي السلوكي، لكن في حالة الاكتئاب الحاد فتكون هناك ضرورة ملحة للدواء».

ومن جانبها أوضحت الأستاذة المساعدة نادية عطوش، بأن هناك حالات تستوجب الاستشفاء والبقاء تحت المراقبة الطبية خصوصا تلك التي تكون تشكل خطرا على نفسها أو محيطها، مشددة على ضرورة الاستشارة الطبية المبكرة لأن هناك « علاج لكل مراحل الاكتئاب ».

الانتحار

حسب الأخصائيين يعتبر التفكير في الموت والانتحار من أخطر الأعراض التي تصاحب الاكتئاب، ويعتبر الانتحار رابع سبب رئيسي للوفاة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، بحيث يقدم سنويا أكثر من 700,000 شخص على وضع حد لحياتهم، وبين كل حالة انتحار هناك حالات أخرى عديدة من محاولات الانتحار.

تقول إحدى السيدات، التي تتابع علاجها بمركز إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، «عشت معاناة طويلة مع الاكتئاب كان السبب الرئيسي فيها مشاكلي مع زوجي وطلاقي منه، لم أعد قادرة على القيام بأي نشاط، أصبحت كثيرة الغضب والانفعال، خيم الحزن على حياتي وضلت فكرة الانتحار تتربص بي لكنني لجأت إلى الطبيب كي لا يزداد وضعي سوءً».

كنت أرفض تماما فكرة الذهاب إلى الطبيب، تضيف المتحدثة، بدعوى أنني لست مختلة عقليا، لكنني تقبلت مرضي وأنني أحتاج للمساعدة خصوصا عندما شعرت أنني أعرض أطفالي وعائلتي للأذى وكان هذا نصف علاجي... نعم هو التقبل».

واستدركت بابتسامة قائلة: «أنا اليوم أقوى، أسعد وأنجح من أي وقت مضى وأنصح كل امرأة في هذا اليوم أن تطلب المساعدة وأن تستشير الأخصائيين».



تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 08/03/2023 على الساعة 22:45, تحديث بتاريخ 08/03/2023 على الساعة 22:45