مصريون يعترضون على تكريم نعيمة سميح في مهرجان الموسيقى العربية

الفنانة الراحلة نعيمة سميح (71 سنة)

في 29/09/2025 على الساعة 18:00

أثار إعلان دار الأوبرا المصرية عن تكريم الفنانة المغربية الراحلة نعيمة سميح خلال فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، المقرر تنظيمه ما بين 16 و25 أكتوبر المقبل، نقاشا واسعا بين الصحفيين والإعلاميين المصريين، حيث طرحت خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد مساء الأحد 28 شتنبر بالقاهرة، تساؤلات حول أحقية «سيدة الطرب» بهذا التكريم، بالنظر إلى أنها لم يسبق لها أن زارت مصر أو شاركت في حفلاتها، ولم تقدم أعمالا باللهجة المصرية.

دفع هذا المعطى بعض الحاضرين إلى التشكيك في أحقية اختيارها، متسائلين عن طبيعة العلاقة الفنية التي تربطها بالمشهد الموسيقي المصري.

في رده على هذه الانتقادات، أوضح الدكتور علاء عبد السلام، رئيس دار الأوبرا المصرية، أن قرار التكريم يستند إلى القيمة الفنية لنعيمة سميح ومكانتها العربية، مشيرا إلى أنها أدت خلال مسيرتها بعضا من روائع أم كلثوم، وهو ما يظهر على حد قوله، تقديرها العميق للفن المصري.

وأَضاف: «ما كانت لتغني لكوكب الشرق لو لم تكن تحمل محبة لمصر وفنها».

رغم ذلك، شدد إعلاميون على أن الفنانة الراحلة، التي تركت بصمة قوية في الأغنية المغربية، لم يكن لها حضور مباشر في الساحة الفنية المصرية، وهو ما أبقى الجدل مفتوحا حول معايير التكريم.

من جهتهم، اعتبر منظمو المهرجان أن اختيار نعيمة سميح يندرج ضمن تقدير الأسماء التي أثرت المشهد الغنائي العربي. ووصفت وثيقة تم توزيعها بمناسبة المؤتمر الصحافي، الراحلة بأنها «من أهم أصوات الموسيقى المغربية في النصف الثاني من القرن العشرين»، مشيرة إلى أن أغانيها عرفت انتشارا واسعا في المغرب والعالم العربي، بفضل صوتها «العذب القوي وإحساسها الصادق».

تجدر الإشارة أن سميح تألقت في مسارها كأصغر فنانة عربية تغني على مسرح الأولمبيا الباريسي بعد أم كلثوم وفيروز.

ويعيد الجدل حول تكريم نعيمة سميح طرح سؤال معايير الاحتفاء بالفنانين في المهرجانات العربية. ففي الوقت الذي أثار فيه غياب ارتباط مباشر للراحلة بالمشهد المصري نقاشا واسعا، يلاحظ أن المغرب اعتاد بدوره تكريم فنانين عربا ومصريين في تظاهراته الفنية الكبرى، من دون أن يضع شرط تقديمهم لأعمال مغربية أو مشاركتهم في حفلات داخل المملكة. إذ ينظر في التجربة المغربية إلى التكريم باعتباره اعترافا بمسيرة فنية ممتدة على الساحة العربية، وليس مجرد ارتباط جغرافي أو لغوي بالبلد المضيف.

ولا يقتصر التكريم خلال هذه الدورة على نعيمة سميح، إذ تشمل القائمة أسماء أخرى ساهمت في إثراء الساحة الموسيقية العربية، من بينهم الشاعر السوداني الهادي آدم، والأردني هشام شرف، والموسيقار جلال فودة، والفنانان المصريان محمد الحلو وآمال ماهر.

تقام الدورة الثالثة والثلاثون من المهرجان تحت شعار الاحتفاء بـ «كوكب الشرق» أم كلثوم، بمناسبة مرور خمسين سنة على رحيلها. ويضم البرنامج الفني 41 حفلا موسيقيا بمشاركة 83 فنانا من مصر والعالم العربي، بينهم المغربي فؤاد الزبادي، ترافقهم 21 فرقة موسيقية على ستة مسارح بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور.

بالموازاة، يعرف المؤتمر العلمي المصاحب مشاركة 41 باحثا من 15 دولة عربية وأجنبية، بينها المغرب، وسيناقش موضوع الموسيقى العربية في ظل التحول الرقمي عبر أربعة محاور رئيسية، تشمل مستقبل الموسيقى مع الذكاء الاصطناعي، والتعليم الموسيقي في عصر التكنولوجيا، وتوثيق التراث منذ مؤتمر 1932 بالقاهرة، إضافة إلى التحديات الجديدة في الإنتاج الموسيقي.

كما ستنظم ثلاث مسابقات موسيقية موجهة للشباب والأطفال وفرق التخت العربي، مع شرط أداء مقطوعات من ريبرتوار أم كلثوم.

تحرير من طرف هيئة التحرير
في 29/09/2025 على الساعة 18:00