وقد اعتبر البعض أنّ الصورة، تُقدّم مثالاً حقيقياً على ما ينبغي أنْ يكون عليه المفكّر في حياته اليومية، باعتباره كائناً مُفكّراً في شؤون السياسة والاجتماع. كل هذا في وقتٍ بلغ فيه صاحب « نجوم السينما » الـ 102 من عمره، وما يزال بصحّة جيّدة، بعدما تم الاحتفال به قبل سنتين كمفكّر القرن وأجريت معه العديد من المقابلات في تلفزيونات العالم ككل. وأغلب تلك الحوارات، كانت تُظهر مدى فكر الرجل وقُدرته على الإبداع والمُساهمة في إغناء النقاش الفكري في العالم.
إذْ لا تكاد تمُرّ سنة ما، حتّى يُطالعنا موران بكتاب فكري، يُجيب فيه عن مُجمل الأسئلة التي تشغل الإنسان المعاصر. بينما اعتبر البعض أنّ الصورة تأتي كنوع من الردّ على التفاهات التي باتت تقتحم المشهد الثقافي اليوم، وكيف غدا المؤثّرون يتحكّمون في طبيعة الحياة اليوميّة، بحكم ما يُروّجون له من فيديوهات تافهة تضرب الذوق الجمالي العام وتُكرّس السطحي المُبتذل من فنون القول. في وقتٍ ينسحب فيه المثقف من المشهدين الثقافي والفنّي، مُفسحاً المجال أمام صنّاع المحتوى الذين أصبحوا يُوجّهون الحياة الثقافية ويقودونها إلى الترفيه.
هذا ويُعتبر صاحب « دروس قرن من الحياة » أحد كبار المفكّرين في العالم. بل إنّه يكاد ينفرد بميزة قلّما نعتبر عليها في مشاريع مفكّرين آخرين. وتتمثّل في قوة التجريبية داخل الفكر المعاصر وإمكاناته على مُستوى الكتابة في موضوعاتٍ مُختلفة ذات صلة بالزمن الذي نعيشه. فكُتبه الأخيرة بدت وكأنّها مُتحرّرة من ربقة الأكاديميّة والبُعد الفكري الذي ألفنها في كتب موران. بل إنّها تأتي على شكل خلاصات ودروس ومحاضرات سبق أنْ ألقاها بمختلف الجامعات والمراكز العالمية. لكنّها قادرة على خلق جدل ثقافي، بحكم ما تقترحه من أفكار ومراجعات في غاية الاهمية، كما هو الحال في كتابه عن كورونا وغيرها.