وبعد أداء صلاتي الظهر والجنازة بمنزلها في المنصورية، نقل جثمان الفقيدة إلى مثواها الأخير بمقبرة سيدي محمد ببنسليمان، بحضور ابنها شمس الدين بلقايد، أفراد أسرتها، وبعض الفنانين.
ورغم المكانة الكبيرة التي احتلتها الراحلة في قلوب المغاربة، شهدت جنازتها حضورا محدودا من الوسط الفني، حيث حرص على الحضور كل من الفنان نعمان لحلو، الممثلة فاطمة خير وزوجها سعد التسولي، والممثل الكوميدي الشرقي السروتي.
وفي كلمة مؤثرة، عبر الفنان نعمان لحلو في تصريح لـ LE360، عن حزنه العميق لفقدان أيقونة الأغنية المغربية، قائلا: « رحلت عنا جسدا، لكنها ستظل خالدة في الوجدان المغربي. هي الفنانة الوحيدة التي أجمع المغاربة على حبها. علاقتي بها كانت قوية، وتعاونا في أعمال جمعتنا خلال فترة مهمة من مسيرتنا، ولكنني لم التق بها منذ عشر سنوات، لأنها هي التي فضلت الابتعاد. »
وأوضح أيوب الترابي، الأمين العام للنقابة المهنية لحماية ودعم الفنان، في تصريح لـLE360 أن الغياب البارز للعديد من الفنانين يعود إلى « ضعف التواصل بشأن توقيت الدفن، حيث كان متوقعا أن يتم بعد صلاة العصر، ما جعل العديد من الفنانين والمسؤولين يتأخرون في الوصول ».
وأضاف الترابي: « اليوم، فقدنا هرما من أهرامات الأغنية المغربية، الراحلة نعيمة سميح. عزاؤنا لعائلتها الصغيرة ولكل أفراد الأسرة الفنية. كانت إنسانة طيبة تسعى للخير دائما، ونتمنى أن يوسع الله عليها ضيق القبور. »
من جهته، أعرب الممثل الكوميدي الشرقي السروتي عن أسفه لعدم تمكن العديد من الفنانين من الحضور في الوقت المناسب، مؤكدا أن الجميع يدعو للراحلة بالرحمة والمغفرة، حتى وإن لم يتمكنوا من التواجد جسديا في الجنازة. كما وجه تعازيه لابن نعيمة سميح، شمس الدين، قائلا: « فقدان الأبوين في فترة قصيرة أمر صعب. نعيمة سميح كانت أخت الجميع».
وتعتبر الراحلة نعيمة سميح، وهي من مواليد الدار البيضاء، عميدة الأغنية المغربية العصرية، حيث حققت أغانيها انتشارا واسعا في الوطن العربي.
وبدأت الراحلة الغناء في سن مبكرة قبل أن توقع على أول عبور لها على شاشة التلفزيون بداية السبعينيات من خلال برنامج « مواهب » الذي كان ينشطه الملحن القدير الراحل عبد النبي الجراري.وتميزت المسيرة الفنية لنعيمة سميح بتنوع رصيدها بين الأغاني العاطفية والوطنية والدينية، وتعاونت مع ملحنين وشعراء مرموقين، من قبيل عبد القادر الراشدي، وأحمد العلوي، وأحمد الطيب العلج، وعلي الحداني وغيرهم.
ومن أشهر أغاني الراحلة نعيمة سميح « جريت وجاريت »، « ياك آ جرحي »، « كيف المعاني »، و« البحارة »، وغيرها من الأغاني التي اكتست شهرة واسعة وأعاد تقديمها فنانون عرب.
وكانت الراحلة أصغر مغنية عربية، وأول مغنية مغربية، وثالث فنانة عربية تحيي حفلا في مسرح « الأولمبيا » الشهير بباريس، بعد أم كلثوم و فيروز.




