وبعد مرور سبع سنوات على اتهام سعد لمجرد باغتصاب الفرنسية لورا بريول، يبدو أن فصول هذه القضية الشهيرة تقترب من الانتهاء، حيث ستعقد آخر جلسة يوم الجمعة 24 فبراير الجاري.
مشاهد من المحاكمة
شوهد سعد لمجرد صباح اليوم خلال وصوله إلى المحكمة ممسكا بيد زوجته غيثة العلاكي، ومعهما محاميه جون مارك فيديا، بالإضافة إلى بقية أعضاء هيئة الدفاع.
ويمثل المغني البالغ 37 عاما، حراً أمام محكمة الجنايات في باريس. وقد جلس في الصف الأمامي داخل قاعة المحكمة ببزة سوداء وقميص بيضاء، وبجانبه مترجمة.
وحضرت الجلسة أيضا المشتكية لورا بريول، التي جاءت مرتدية نظارات شمسية ومعها سيدة.
عندما وقف سعد لمجرد للتعريف بهويته ومهنته كـ«فنان» أمام قوس المحكمة، أشاحت المدعية بنظرها نحو الأرض.
وقد جلست المدعية في القضية لورا بريول (27 سنة). على مقعد في الجانب الآخر من صالة المحاكمة. وقد أجهشت بالبكاء لدى رؤيتها المغني.
ومن المقرر أن تستمر محاكمة لمجرد في باريس حتى يوم الجمعة 24 فبراير 2023.
تفاصيل الواقعة
وتعود الوقائع التي أبلغت عنها لورا ب. إلى أكتوبر 2016 حين كانت الشابة تبلغ عشرين عاماً. وتشير لورا إلى أنّها تبعت لمجرّد وصديقين له إلى إحدى السهرات بعدما كانا التقيا داخل ملهى ليلي. وفي نهاية الأمسية التي جرى فيها تناول كمية كبيرة من الكحول والكوكايين، رافقت لمجرد إلى الفندق الذي كان ينزل فيه في جادة الشانزليزيه.
وداخل الغرفة، شرب لمجرد ولورا الشمبانيا ورقصا وتبادلا القبل. ثم حاول لمجرد الاقتراب منها لكنّها ابتعدت، بحسب ما روت للمحققين. وقالت إنه أمسكها من شعرها ثم استلقى فوقها واعتدى عليها جنسياً فيما كانت عاجزة عن صدّه.
وأشارت للمحققين إلى أنّ لمجرد وجّه لكمة لها حين حاولت صدّه، ثمّ اغتصبها فيما كانت تدفعه عنها وتعضّه وتخدشه، قبل أن يضربها مرة جديدة.
وأوضحت أنّها تمكنت من الإفلات منه وأخبرته أنها ستتقدم بشكوى ضده، ليعرض عليها مبلغاً من المال وسواراً مقابل التزامها الصمت، على حد قولها، قبل أن يدفعها مرة جديدة نحو السرير ويعتدي عليها.
وكان موظفو الفندق أفادوا بأنّ امرأة شابة كانت ترتدي قميصاً ممزقاً لجأت إليهم وهي « تبكي وتشعر بالرعب »، وبأنهم أوقفوا رجلاً مخموراً كان يطاردها.
وأشار أحد عناصر الأمن إلى أنّ لمجرد قال حينها مع ابتسامة تنطوي على تعجرف « لا دليل ».
وأودع لمجرد السجن إثر ذلك قبل إطلاق سراحه في أبريل 2017 مع إرغامه على وضع سوار إلكتروني لمراقبة تحركاته. ثم سُجن عام 2018 لفترة وجيزة بعدما وُجهت له تهمة اغتصاب شابة أخرى في مدينة سان تروبيه الفرنسية.
وفي موضع آخر في الملف القضائي عينه، وُجهت إلى المغني تهمة الاغتصاب في أبريل 2017 على خلفية وقائع أوردتها شابة فرنسية مغربية تؤكد فيها تعرضها للاعتداء الجنسي والضرب على يد المغني في الدار البيضاء العام 2015.
كبوة «لمعلم»
استأنف لمجرد مباشرة بعد خروجه من السجن نشاطاته الفنية حيث أصدر في غشت 2017، أول أغنية كتبها ولحنها بنفسه خلال تواجده في السجن، بعنوان Let Go.
وتوالت بعد ذلك إصدارات سعد، حيث طرح عدة كليبات منها التي تم تصويرها في باريس، وأخرى في المغرب.
ورغم متابعة لمجرد في قضية اغتصاب، إلا أن أعماله حافظت على نجاحها، حيث ظلت أغانيه تحقق ملايين المشاهدات وظل أيضا جمهوره يسانده ويدعمه.
ولكن سرعان ما وقع سعد في أزمة أخرى، بعد أن وجهت له تهمة الاغتصاب مجددا في غشت 2018، من طرف فتاة فرنسية، قالت أن الحادثة المفترضة وقعت في مدينة سان تروبيه.
وتم إيداع سعد لمجرد حينها في السجن لمدة شهرين ونصف، قبل أن يتم إطلاق سراحه وإرغامه على المكوث في باريس طوال مدة التحقيق.
وظل سعد لمجرد طوال هذه السنوات متكتما عن تفاصيل قضيته، حيث لم يتحدث عنها في أي من لقاءاته الصحفية، ورغم تخفيف القيود عنه وعودته لحياته «الطبيعية»، لم يكشف لا سعد ولا فريق عمله أيا من تطورات القضية.