اختفت عن الأنظار منذ عام 2008 بعدما قررت اعتزال عالم التمثيل، لكنها عادت اليوم وهي في عمر 55 عاما، بعدما أصبحت أديلا مجددا محور الاهتمام بسبب شائعات جديدة أعادت إحياء الفضول حول حياتها الشخصية.
ومن بين أكثر الشائعات إثارة للجدل، حسب ما أوردته صحف مكسيكية، تلك التي تزعم أن أيقونة المسلسلات المكسيكية كانت على علاقة سرية بالرئيس المكسيكي الأسبق كارلوس ساليناس دي غورتاري، وأنها أنجبت منه ابنا. وقد دفعت هذه المزاعم عشاقها ومتابعيها إلى التساؤل عما حدث فعلا بعد اعتزال أديلا عالم التمثيل.
نجمة المسلسلات المكسيكية.. من تكون أديلا نورييغا؟
اشتهرت الممثلة المكسيكية أديلا نورييغا بجمالها الهادئ وسحرها الخاص، حيث تميزت بملامح هندية رقيقة تجمع بين البشرة الفاتحة، والعينين الواسعتين البنيتين والأسنان الكبيرة والابتسامة العذبة التي أضفت عليها جاذبية استثنائية. كان شعرها البني الطويل وانسيابيته من أبرز ما زاد من تألقها، إلى جانب أسلوبها البسيط والأنيق الذي جعلها تبدو كأميرة رومانسية في أدوارها الدرامية. كما عُرفت بأدائها العاطفي المميز، إذ أتقنت تجسيد شخصيات حالمة ومظلومة بأسلوب مؤثر جعل المشاهدين يتعاطفون معها ويعيشون قصصها وكأنها حقيقة.
وُلدت أديلا نورييغا في مكسيكو سيتي يوم 24 أكتوبر 1969. ومنذ صغرها، أظهرت موهبتها، إذ اكتُشفت عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها أثناء تسوقها مع والدتها. سرعان ما أصبحت واحدة من الوجوه البارزة في الإعلانات التلفزيونية ومقاطع الفيديو الموسيقية.
وفي عام 1987، دخلت عالم المسلسلات من خلال يسينيا، لكن دورها في كوينسينييرا عام 1988 كان نقطة التحول التي جعلتها نجمة بارزة. وقد حقق هذا المسلسل نجاحًا هائلًا في أمريكا اللاتينية، مما رسّخ مكانتها كواحدة من أكثر الممثلات شعبية في المكسيك.
خلال التسعينيات، واصلت أديلا تحقيق النجاحات، لكنها قررت في عام 1992 الانتقال إلى الولايات المتحدة والتعاقد مع شبكة تيليموندو، وهو ما أغضب شبكة تليفيسا المكسيكية، التي وضعتها في القائمة السوداء، بيد أنها عادت إلى المكسيك عام 1997 ووقّعت عقدًا بملايين الدولارات مع تليفيسا، ليكون ذلك بمثابة عودة قوية إلى عالم التلفزيون.
ما علاقتها بالرئيس كارلوس ساليناس؟
في ذروة شهرتها، التقت أديلا بالرئيس المكسيكي آنذاك كارلوس ساليناس دي غورتاري. ويُقال إن ساليناس، الذي كان يتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي واسع، كان معجبا كبيرا بالممثلة الشابة. ورغم زواجه من سيسيليا أوشيل، أُشيع أنه أقام علاقة سرية مع أديلا، وهي علاقة لم يتم تأكيدها رسميا لكنها أثارت موجة كبيرة من التكهنات.
وتشير بعض المصادر المقربة من الرئيس السابق والممثلة إلى أن علاقتهما لم تكن فقط مهنية، بل ربما أنجبا طفلا معا، وهو سر بقي مخفيا لسنوات طويلة. وزادت الشكوك عندما انتشرت صورة لطفل يشبه ساليناس قيل إنه ابن أديلا. كما أن الشائعات اتخذت منحى أكثر إثارة عندما زعمت بعض وسائل الإعلام أن هذا الطفل قد يكون المغني الشهير بيسو بلومه.
شمس المكسيك.. هل ارتبطت أديلا بالمغني لويس ميغيل؟
ازدادت الألغاز حول أديلا عندما تم ربط اسم كارلوس ساليناس باختفاء لويس ميغيل عن الساحة الإعلامية خلال التسعينيات. فبحسب بعض التقارير، ربما يكون ساليناس قد لعب دورا في إبعاد « شمس المكسيك » عن الأضواء، بسبب غيرته من علاقة أديلا ولويس ميغيل.
في عام 1984، ظهرت أديلا في فيديو كليب لأغنية Palabra de Honor للمغني لويس ميغيل، مما أدى إلى علاقة بينهما استمرت لعدة سنوات. لكن الشائعات تقول إن ساليناس لم يكن راضيا عن هذه العلاقة، فتدخّل لإنهائها، وهو ما أدى، وفقا لبعض الروايات، إلى تغير جذري في حياة لويس ميغيل.
كما أن هناك نظريات مؤامرة تزعم أن لويس ميغيل الحقيقي تم استبداله بشخص يشبهه، بهدف إبعاده عن الساحة وإبقاء العلاقات بين الطبقة الحاكمة تحت السيطرة.
وعلى الرغم من انتشار الحديث عن أن لويس ميغيل لم يعد كما كان بعد تعرضه لأحداث غامضة أثرت عليه جسديا ونفسيا، فإنه لم يعلّق أبدا على هذه الشائعات.
العودة القوية إلى الشاشة
رغم كل الجدل الذي أُثير حولها، عادت أديلا إلى الإعلام عام 1999 عندما أجرت مقابلة مع كريستينا ساراليغي في برنامج El Show de Cristina. وخلال اللقاء، نفت أديلا بشدة أي علاقة عاطفية مع كارلوس ساليناس دي غورتاري، كما أنكرت تمامًا الشائعات حول إنجابها طفلًا منه، مؤكدة أن علاقتها به كانت مهنية فقط. وقالت خلال المقابلة: « لستُ من الأشخاص الذين يسمحون للإشاعات بأن تسيطر على حياتهم. »
لم تكتفِ أديلا بإعادة بناء صورتها فحسب، بل واصلت مسيرتها الفنية. ففي عام 2001، عادت إلى التمثيل من خلال المسلسل Primavera que Islas، الذي نال استحسان النقاد وحصلت بفضله على جائزة تلفزيونية. واستمرت نجاحاتها مع أعمال مثل Amor Real وFuego en la Sangre، رغم أن عودتها لم تكن بنفس الزخم الذي حققته في شبابها.
أسطورة ابن أديلا وعلاقته ببيسو بلومه
مؤخرا، عادت شائعات ابن أديلا نورييغا وكارلوس ساليناس دي غورتاري إلى الواجهة، ولكن هذه المرة مع تطور جديد مفاجئ. فقد بدأت بعض الأوساط في التكهن بأن المغني بيسو بلومه قد يكون هو الابن المزعوم للممثلة والرئيس السابق. ورغم عدم وجود أي دليل يؤكد ذلك، فإن هذه الشائعات ما زالت تغذي الفضول العام وتلقي بظلال من الغموض على حياة أديلا.
وفي الواقع، ورغم سنوات من الغياب، لا تزال أديلا نورييغا شخصية محورية لدا الجمهور المتتبع، وقد جذبت عودتها إلى الواجهة انتباه الجمهور والإعلام على حد سواء. وبينما تبقى العديد من القصص المحيطة بها مجرد شائعات، تظل أديلا واحدة من أكثر نجمات المكسيك غموضا وسحرا.
غوادلوبي.. كيف أسرت قلوب المغاربة؟
في عام 1994، عاش المغاربة قصة عشق استثنائية مع الممثلة المكسيكية أديلا نورييغا، بعد عرض مسلسل « غوادلوبي » المدبلج إلى اللغة العربية، الذي قامت بإنتاجه شركة لبنانية ليُعرض في مختلف القنوات العربية، ومن بينها التلفزيون المغربي. كان نجاح المسلسل لافتا، إذ تابعته الأسر المغربية بشغف، متأثرة بقصة الحب المستحيلة بين البطلة غوادلوبي وحبيبها ألفريدو، في سياق درامي مشحون بالعواطف والمفاجآت.
ولم يكن نجاح المسلسل في المغرب مجرد صدفة، بل جاء في سياق شغف الجمهور المغربي بالمسلسلات اللاتينية التي كانت آنذاك بديلا جذابا عن الإنتاجات المحلية، حيث تميزت بأسلوبها العاطفي المشوّق وشخصياتها القوية، مما جعل أديلا نورييغا تحظى بشعبية غير مسبوقة.
لم يكن مجرد مسلسل عابر، بل ظاهرة اجتماعية حقيقية جعلت الشوارع والأزقة تخلو من المارة خلال موعد عرضه عند الساعة السابعة مساء، حيث كان الجميع، من نساء ورجال وأطفال، يحرصون على التواجد أمام شاشات التلفاز لمتابعة أحداثه المشوقة.
وكان تأثير المسلسل كبيرا لدرجة أن العائلات كانت ترتب جدول يومها وفقا لوقت عرضه، وأصبحت قصته محور نقاشات يومية، سواء بين الأصدقاء أو أفراد العائلة.
#GranFotoHomenaje Actorazos De Lujo! @AdelaNoriegaMex Y @LaloYanezLue Nov #Guadalupe @deliafiallo @horadlanovela @superfan33 @FGudinni @senora_tv @MaximaMalinche pic.twitter.com/XGA63BcKZD
— FRANTONNY8@2 (@frantonyochoa2) November 26, 2017
كما لم يكن تأثير أديلا نورييغا على المغاربة مجرد إعجاب عن بعد، بل تُوّج بحضورها الفعلي إلى المغرب في صيف عام 1995، حيث تم استدعاؤها للمشاركة في توزيع جوائز « أسبوع الفرس » بحلبة دار السلام بالرباط، وسط ترحيب كبير من الجماهير المغربية التي كانت متشوقة لرؤيتها عن قرب. هذه الزيارة عززت من مكانتها في قلوب المغاربة، وأكدت على الشعبية الجارفة التي اكتسبتها في البلاد.
واليوم، بعد مرور 30 عاما على عرض مسلسل « غوادلوبي » ذي 269 حلقة، لا تزال أديلا نورييغا تُذكر كإحدى أبرز نجمات التليفزيون في المغرب، ولا يزال عشاق المسلسلات اللاتينية يستعيدون ذكريات تلك الفترة التي كان فيها « غوادلوبي » أكثر من مجرد مسلسل، بل لحظة ساحرة في تاريخ الدراما التلفزيونية بالمغرب.













