في حوار على بودكاست «بدون ورق»، كشف اليوتيوبر جو حطاب عن تفاصيل الضغوط التي تعرض لها من الجانب الجزائري، حيث تواصل معه السفير الجزائري في الإمارات ليعاتبه على الفيديو ويصفه بأنه « سياسي موجه »، مطالبا إياه بحذفه. السبب في هذه الضغوط كان ظهور مشاهد ومقابلات مع تجار ومواطنين جزائريين تحدثوا عن علاقاتهم الوثيقة مع المغاربة، دون إظهار أي عداء تجاه المغرب، وهو ما أثار حفيظة المسؤولين الجزائريين.
أحد المشاهد التي أغضبت الجزائريين يتجلى في تفاعل بين جزائري ومغربي على الحدود، حيث هتف الأول « تحيا المغرب» ورد عليه الآخر بـ«تحيا الجزائر ». كما أن أحد التجار الجزائريين اعترف في الفيديو بأنه يستورد بهارات وأواني من المغرب، وهو ما أضاف مزيدا من الحساسية السياسية للفيديو.
جو حطاب أشار إلى أنه لم يكن يعلم بعمق الخلافات بين الجزائر والمغرب، وأن هدفه كان إنسانيا بحتا، متمثلا في تسليط الضوء على الروابط المشتركة بين الشعبين. بيد أنه بعد نشر الفيديو، تلقى موجة من الشتائم والمضايقات عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفعه إلى حذف الفيديو بعد 3 ساعات فقط من نشره.
وأوضح اليوتيوبر الأردني أنه اضطر إلى هذا الإجراء خوفا على حياة الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو بعد تعرضهم لمضايقات وضغوط من أطراف جزائرية.
إقرأ أيضا : فضيحة قضائية في الجزائر: أسرع حكم بالسجن ضد شابة تونسية اشتكت من التحرش
الفيديو الذي تم حذفه، والذي حصل على 700 ألف مشاهدة في غضون ساعات قليلة، حظي بإعجاب كبير من المشاهدين المغاربة والجزائريين على حد سواء، إلا أن الهجوم جاء من جهات سياسية جزائرية، حسب ما أشار إليه جو حطاب.
ورغم ذلك، قدّم حطاب، الذي يتابعه أكثر من 12 مليون شخص، اعتذارا لجمهوره عبر حسابه على « إنستغرام »، موضحا أن الفيديو أُسيء تفسيره سياسيا، وأن هدفه الأساسي كان نشر مشاعر المودة والتقارب بين الشعبين.
تضامن واسع مع حطاب أطلقه نشطاء مغاربة وعرب عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعد حذف الفيديو، معتبرين أنه كشف حقائق ثقافية وإنسانية تزعج النظام الجزائري، لكنها لا تقلل من الروابط التاريخية والثقافية العميقة بين الشعبين.
تجدر الإشارة إلى أن جو حطاب هو يوتيوبر أردني شهير، اشتهر بمحتوى السفر والمغامرات، حيث يزور أماكن مختلفة حول العالم ويوثق تجاربه من خلال مقاطع فيديو تتناول الثقافة المحلية، الطعام، والتفاعل مع السكان.
يتميز أسلوبه بالعفوية والاهتمام بالتفاصيل، مما جعله يحظى بشعبية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه أكثر من 13.6 مليون شخص على يوتيوب، وحوالي 5 مليون متابع على إنستغرام.