ازداد عبد الله البيضاوي واسمه الحقيقي عبد الله الشناني بمدينة الدار البيضاء في سنة 1939، وهو المنتمي إلى قبائل أولاد حريز، ولعل في هذا الانتماء الإجابة على إتقان الراحل فن العيطة المرساوية.
قد يفاجئ الكثير من الناس، إذا ما علموا أن عبد الله البيضاوي يعد من اكتشافات الراحل البشير لعلج، بالضبط عندما اختاره للقيام بأدوار في المسرح، إذ اشتهر بأداء أدوار نسائية، حينما كان اقتحام ميدان التمثيل حكرا على "الرجال".
© Copyright : براهيم توكار - Le360عمل البيضاوي مع الممثل عبد العظيم الشناوي، لكن سرعان ما غير بوصلته اتجاه فن العيطة التي استهوته، وبالضبط العيطة المرساوية التي أبدع فيها رفقة قدوته بوشعيب البيضاوي، إذ قدموا رفقة الماريشال قيبو روائع فن العيطة التي لا يزال يتغنى بها المولعون بهذا الفن.
ويجمع العارفون بمسار الراحل، أن سنة 1980 كانت سنة محورية في حياته، فخلال هذه السنة سيسافر عبد الله البيضاوي إلى فرنسا، ليصدح بحنجرته في أرقى صالاتها، التي لا يزال صدى العيطة المرساوية يتردد في أروقتها، والحديث عن صالتي La Nouvelle étoile، ودار السلام بعاصمة الأنوار التي كانت الفنانة وردة الغنائية إحدى إحدى المطربات بها.
قضى عبد الله البيضاوي ما يربو عن 18 سنة في فرنسا، استطاع فيها صنع اسم كبير له عبر الحفلات التي قدمها هناك، كما نجح في جمع ثروة كبيرة إلى أن قرر الاعتزال سنة 1998، بعد قيامه بمناسك الحج .
ولأن المثل الشعبي الدارج يقول "عمر الشيخة تنسى هزة الكتف" لم يقو البيضاوي على الابتعاد عن الطعريجة والعيطة، فعاد ملبيا نداء المرساوي، بالضبط في سنة 2006، بعد تشجيع حثيث من أبنائه.
© Copyright : DRومن جملة الأشياء التي تغيب عن المتابعين، هناك الحياة الخاصة لهذا الفنان المثير للجدل، فما يجهله الجميع أن لعبد الله البيضاوي 9 أبناء، إضافة إلى اثنين آخرين تبناهم سابقا، ويوجد أغلبهم الآن في فرنسا، حيث وصلوا إلى أعلى درجات الوجاهة الاجتماعية، باشتغالهم كمهندسين في مقاولات فرنسية مهمة.
ومنذ أن مر البيضاوي في حلقة من "نغموتاي" التي كرم فيها، انقطعت أخباره بشكل كبير إلى أن عادت، أخيرا، بأسوأ سيناريو ممكن، رحل عبد الله البيضاوي، وكان نداء الموت أقوى من "نداء "المرساوي".