في حواره الخاصّ مع le360 على هامش مُشاركته في المسلسل الجديد "الرحاليات" يرى الممثل مصطفى هنيني أنّه رغم التعدد الذي يعيشه بين المسرح والتلفزيون والسينما، فلكلّ مجال طقوسه، لكنّ المسرح يبقى هو الأصل، أيْ "الميزاجور" لجسدك. فكلّما مارس الممثل المسرح بقوّة يُجدّد المرء سيرته وينحت لها آفاقاً جديدة على مُستوى الأداء ويُطوّر طاقته. فالمسرح في نظره هو "الأساس مقارنة بالتلفزيون والسينما على الرغم من اختلاف التقنيات".
وعن السرّ وراء غيابه عن الأعمال الدرامية الأخيرة، فيرى هنيني أنّ "الاختيار لا يعود إليه لأنّه لمّا لا تُطرح عليك أعمال يغيب الاشتغال. وحتّى حين يتأتى لك ذلك، فمن الضروري أنْ تختار أين ستكون. فلا يُمكن أنّه بعد 30 سنة من المُمارسة في المسرح والسينما والتلفزيون تأتي لتختزلها في دور بسيط وصغير غير مُشرّف. فهذا هو السبب الحقيقي في غيابي بعض المرّات عن الساحة الدرامية". لذلك ففي نظرك أنّه أمام "غياب أعمال وإنتاجات درامية تُطرح عليك لا تستطيع الاختيار الأفضل الذي ستشتغل عليه، وكلنْ على الأقلّ تختار شيئاً مُشرّفاً، وبعد ذلك تعمل جاهداً على تقديم أداءٍ جيّد ومُتنوّع تترك البصمة والأثر في العمل الذي ستشتغل عليه".
ويعتبر مصطفى هنيني أنّ "المرء يعثر داخل المسلسلات المغربيّة على نفس الوجوه، لكنْ من الضروري أنْ نظلّ نلتفت إلى التجارب الحقيقية التي تتوفّر على تجربة كبيرة حتى تستفيد منهم الدراما المغربيّة. فلا يُمكن لشخص راكم تجربة كبيرة، يتم تهميشه في وقتٍ سيُفيد العمل الفنّي ويُضيء كلّ ما هو مُعتّم فيه" فالأمر في نظر مصطفى هنيني أشبه بـ " كرة القدم، حيث اللاعب المُخضرم له تجربة كبيرة تجعله يُقدّم الأفضل لفريقه".
وعن مُشاركته في مسلسل "الرحاليات" يقول بأنّ المسلسل تدور أحداثه بين الأربعينات والخمسينات، فهو مسلسل "يعتمد على مُستوى كتابته على مجموعة من الفضاءات المُتعلّقة بالرياض والسوق والرحّالة والزاوية والمُقاومة، وهي فضاءاتٌ يجمعها الزمن، بحيث لا يُظهر المسلسل صراع المغاربة مع المُستعمر، ولكنْ يُنقّب عن كلّ شيءٍ سلبي وتركه المُستعمر في المُجتمع المغربيّ، حيث نعثر على مجموعة من الطبقات الاجتماعية التي تتداخل فيما بينها لتُعطينا دراما جميلة جداً".
تصوير وتوضيب: سعيد بوشريط