في حواره الخاصّ مع le360 يرى الممثّل والمخرج المسرحي المغربيّ أمين ناسور، التعدّد الفنّي الذي يعرفه في ذاته بين التمثيل الدرامي والإخراج المسرحي والتدريس، يعتبره أمراً عادياً، طالما هو خريج "المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي" في الرباط، فقد ساعده التكوين الرصين، الذي تلقّاه من لدن أستاذة ومسرحيين على تغذية سيرته الفنّية، وجعلها متنوّعة، رغم أنّ تكوينه في المعهد كان مُرتبطاً بالتمثيل، إلاّ نوازعه الذاتية، تجعله مُوزّعاً ويعيش زخماً فنياً بين اقتحام عوالم التلفزيون من خلال عددٍ من المسلسلات أشهر "سوق الدلالة"(2022) للمخرجة جميلة البرجي، وبين الإخراج المسرحي، الذي جعله شهيراً داخل العالم العربي، بحكم عددٍ من التتويجات التي حصل عليها كمُخرجٍ مسرحي.
هذا ويكشف أمين ناسور نفس الحوار، عن سرّ تعامله مع كاستينغ مسرحيته "شاطارا" التي ستُمثّل المغرب في الأسابيع المُقبلة بمهرجان المسرح التجريبي في القاهرة، ثمّ مهرجان بغداد الدولي للمسرح، خاصّة وأنّ عملية اختيار ممثّلات المسرحية، تتحكّم فيها في نظر المُخرج، أوّلاً، عوامل إنسانية، تتجلّى فيما مدى تعاون المخرج والممثلة من خلال عملية سفرٍ وبحثٍ عن القيم الإنسانية في الشخصية. أمّا العامل الثاني، فيتعلّق بقُدرة الممثّل / الممثّلة على أداءٍ متينٍ قادرٍ على إخراج باطن الشخصية المتخيّلة والدفع بها إلى حدود اللامنتهى. لأنّ هذا الأخير، هو أساس المعاصرة الذي ماتزال بعض النصوص المسرحية غير قادرةٍ على تمثّله وإخضاعه لمختبر التجريب والحلم.
ولا يفوت صاحب مسرحية "بضاض" الإشارة إلى أنّ المسرح المغربيّ يعيش تعدّداُ فنياً، بحكم الغنى الذي يتميّز به المغرب داخل العالم العربي، بطريقة تجعله مميزاً، حيث يعثر المُشاهد الأجنبي على مسرح متنوّع في الجنوب والشمال، وكلّما عاد إلى وسط المغرب، يكتشف كيف أنّ هذه المنطقة الجغرافيّة تُوحّد هذه التعبيرات الفنّية وتجعلها تتشابك فيما بينها لتُكوّن مسرحاً مغربياً معاصراً، بقدر ما ينفتح على تجارب البحر الأبيض المتوسّط، يعود إلى ذاته وتاريخه وذاكرته.
تصوير وتوضيب: أنس الزيداوي